قدم سمو الشيخ ناصر المحمد الأحمد الجابر الصباح، خالص تعازيه وصادق مواساته لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، حفظهم الله، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فيصل بن عبد العزيز آل سعود، وإلى المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن فيصل بن عبد العزيز آل سعود، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير سعد بن فيصل بن عبد العزيز آل سعود، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير بندر بن فيصل بن عبد العزيز آل سعود وإلى صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن فيصل بن عبد العزيز آل سعود، وإلى الأسرة الملكية الكريمة والشعب السعودي النبيل، في وفاة فقيد الأمة العربية وأحد رجالاتها العظام صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين والمشرف على الشؤون الخارجية، رحمه الله، الذي خدم البلاد طوال أربعة عقود من الزمن بكل ما آتاه الله من قوة وعطاء، لترسيخ المكانة المرموقة للمملكة العربية السعودية بين دول العالم. وقال سموه واصفاً الأمير سعود الفيصل: إنه كان ركناً من أركان المملكة، وعراباً للدبلوماسية السعودية والعربية، مخلصاً في تطبيق قيام سياسة دولته القائمة على مبدأ العدل والمساواة بين الشعوب ونبذ الإرهاب والتطرف ومناصرة القضايا العربية والإسلامية، لافتاً إلى أن الأمير الراحل كانت حياته الدبلوماسية مليئة بالإخلاص والعطاء والعمل المتواصل والمواقف المشرفة في خدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية، ومليئة بالمحطات والمواقف التي تدل دلالة واضحة على حرصه، رحمه الله، على تحقيق السلام والأمن في المنطقة بشكل خاص وفي العالم بشكل عام، مؤكداً أن كان رمزاً للأمانة والعمل الدءوب لتحقيق تطلعات قيادته ووطنه وأمته، وأن أعماله ستبقى ناصعة في سجل التاريخ وسيبقى هو نفسه خالداً في ذاكرة وعقول الأجيال القادمة. وأضاف سمو الشيخ ناصر الحمد الأحمد الجابر الصباح: إن يوم رحيل سعود الفيصل لم يكن يوماً عادياً بل كان في ذكرى يوم استثنائي في تاريخ المملكة والعرب والمسلمين. ففي مثل هذا اليوم قبل نحو 42 سنة (22 رمضان 1393ه) قطع والده الملك فيصل النفط عن الولاياتالمتحدةالأمريكية، رداً على استمرار دعمها للكيان الصهيوني، متحدياً الغطرسة الغربية ومكرساً القضية الفلسطينية لتكون قضية العرب المركزية، وكان من أبرز المدافعين عن الشعب الفلسطيني وضرورة إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس، كما أكد مراراً على أن «المملكة تعتبر القضية الفلسطينية قضيتها الأولى». وأشار سمو الشيخ ناصر المحمد الأحمد الجابر الصباح إلى أن الأمير سعود الفيصل رحمه الله قاد سياسة السعودية الخارجية في فترات صعبة جداً مرت على المنطقة. واضطلع بدور مهم في صياغة موقف المملكة في كثير من الأزمات المؤثرة، وعاش العالم العربي بكل تفاصيلها بدءاً من القضية الفلسطينية ثم حرب الخليج الأولى وحرب الخليج الثانية، والغزو العراقي للكويت والحروب الإسرائيلية ضد العرب. ونوه سمو الشيخ المحمد الأحمد الجابر الصباح بأن الأمير سعود الفيصل رحمه الله عمل في كل مرحلة على دعم أهداف السلام خلال الحرب العراقية الإيرانية (1980- 1988)، والحرب الأهلية في لبنان وكان له دور بارز في إنهاء هذه الحرب عام 1989، وتوج الجهود الكبيرة التي قامت بها المملكة العربية السعودية في سبيل رأب الصدع اللبناني , ولعب دوراً مركزياً فاعلاً ومؤثراً وقاد مؤتمر الطائف المعروف بمؤتمر الوفاق الوطني اللبناني والذي عقد في العام 1989م إلى بر الأمان , وهو المؤتمر الذي اعتبره السياسيون اللبنانيون في ذلك الوقت قفزة عملاقة في طريق حل المشكلة اللبنانية وصيغة لا بديل لها للإنقاذ. واستذكر سمو الشيخ ناصر المحمد الأحمد الجابر الصباح المواقف المشرفة الشجاعة للمملكة العربية السعودية وللأمير سعود الفيصل، رحمه الله، إبان الغزو العراقي الغاشم للكويت في 1990م ، وخلال حرب الخليج 1991م ، وصولاً إلى تحرير الكويت انطلاقاً من أراضي المملكة، وقال : ساهم الأمير سعود، رحمه الله، في إعادة حقوق الشعب الكويتي، وفي إعادة إطلاق مبادرة السلام العربية عام 2007م، بعد خمس سنوات على إطلاقها بالقمة العربية في بيروت. واختتم سمو الشيخ ناصر المحمد الأحمد الجابر الصباح تصريحه بالقول: إن الفيصل هرم الدبلوماسية السعودية والدولية، ظل مرجعاً سعودياً وعربياً لسياسيين ودبلوماسيين كثر من جميع أنحاء العالم، ونجح في جعل صوت بلاده مسموعاً ومحل احترام من جميع الدول، سائلاً الله في هذه الأيام المباركة من شهر الرحمة والمغفرة، أن يجعل ما قدم الأمير سعود الفيصل في صالح الأمتين العربية والمسلمة طوال حياته في ميزان حسناته، وأن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته لما قدّم من وفاء وإخلاص، وما كرسه من حياته لخدمة قضايا دينه ووطنه وأمته وما بذله من جهد في سبيل نصرة قضايا الأمتين العربية والإسلامية.