من حق إدارة أي نادٍ التعاقد مع أي لاعب سواء محليا أو أجنبيا ترى تواجده من مصلحة الفريق، وهي تسعى بطبيعة الحال لتقوية الفريق وجعله ينافس على نيل الألقاب، لكن من جانب آخر هناك أمور سلبية لكثرة الوافدين حتى وإن كان النادي مقتدرا، ولديه ميزانية مالية شبه مفتوحة، وضخ مالي كبير لم يتحقق له في تاريخه، كما يحدث للنصر حاليا والذي انتدب لصفوفه محترفين محليين وأجانب بالجملة إذ لم يقتصر الأمر على لاعب أو لاعبين أو حتى ثلاثة، بل تخطى هذا الرقم بكثير وأصبح أضعافه، وكما أسلفت في بداية طرحي ووجهة نظري المتواضعة النادي حر في التصرف بأمواله ما دام بهذه القدرات المهولة، وكما يقال "وأنت دافع من جيبك"، ولكن المنطق يقول إن الكثرة بهذا الشكل ربما تكون آثارها سلبية، وتكون فقط رزقا مكتوبا للاعب ولناديه السابق ولوكيل أعماله بمعنى أن وجود المال من دون فكر يعتبر كعدمه. النصر صرف الأموال الطائلة وجلب لاعبين من كل مكان، وفي نفس الوقت أعلن عن مشروع تسريحه لعدد كبير من مواهبه أبناء النادي، وأوصد الأبواب أمام البقية وقطع عليهم كل الطرق للدفاع عن ألوانه، ومؤكد سيتوزع من تقرر تسريحهم على أندية الأولى وبعض فرق دوري كأس الأمير محمد بن سلمان الصاعدة، والتي نجت من الهبوط في الموسم الماضي، وأنا لا أقول إن النصر لن يستفيد من هذه الخطوة نعم، سيستفيد، ولكن بشكل مؤقت، وليس صحيحا أن المستقبل له، وأنه سيكتسح الفرق محليا وآسيويا خصوصا وأن اللاعبين الذين تم جلبهم -مع احترامي- جيدون لكن ليسوا "سوبر ستار" أو نجوما فوق العادة بدليل أن النصر ضمهم وحيدا ودون مزاحمة أندية أخرى. النصر سيكون مجبرا عن الاستغناء عن أكثر من عشرين لاعبا سواء من انتهت عقودهم أو ممن تم عمل مخالصات مالية لهم لكنه سيتورط، ويلزم بدفع مستحقاتهم المتأخرة والفريق "الأصفر" انكشف جزء من سلبية خطوته في تصفيات المجموعات للأندية الآسيوية وخصوصا عندما واجه فريقا قويا بوريسبولس الإيراني الذي أمامه قل عطاء الوافدين الجدد وتواروا لأنهم ببساطة لم يتأقلموا مع الفريق وينسجموا مع بقية زملائهم ولعل التقنين في الاختيار والضم أفضل إلا إذا كان الهدف بهرجة إعلامية و"شو" وتصوير كل يوم بل كل ساعة مع لاعب جديد. عموماً الغربلة الشاملة التي يعيشها النادي حالياً تحتاج إلى وقت طويل للتأقلم فليس من المعقول أن تتجانس هذه المجموعة بشكل سريع، ولهذا فإن جماهير النصر مطالبة بالصبر وإعطاء الجهاز الفني الفرصة الكاملة لتنفيذ مشروع النصر القادم.