لعل من أبرز أسباب تدهور مستوى الكرة لدينا في الأندية والمنتخبات غياب عنصري التخطيط والاستقرار والشواهد والأرقام تعكس الحال خلال عشرة اعوام فمئات المدربين والمدارس الكروية مروا على الأندية والمنتخبات اعتقاداً من مسيري الكرة لدينا أن العلة في المدربين فقبل نهاية الدوري الحالي بسبع جولات تم تسريح 13 مدربا بحجة أنهم هم السبب فيما حدث لفرقهم وسبق وقلنا ان العلة في الاحتراف وتطبيقه ولكن المكابرة مستمرة والفكر الإداري لازال مكانك راوح مما زادني والغيورين إحباطاً للحال الذي لا يبشر بمستقبل أفضل وبقي نادي الفتح ممثلاً بفريقه الكروي هو من يبعث الأمل ويجدد الطموح بالعمل الإداري المنظم ومنهج الاحتراف الذي لا يطبق إلا في كبرى الفرق العالمية إذ قدموا لنا فريقاً متناغماً يعطي لاعبوه بانضباطية لا تخلو من المتعة وروح قتالية لايشوبها خشونة وانفلات سلوكي وباحترام مضاعف للخصوم، وفوق هذا حضور إعلامي للإداريين والمدرب واللاعبين بصورة راقية ومتوازنة إضافة الى نجاح الإدارة في جلب نجوم أجانب ليسوا من ماركة غوستافو أو مانسوا وشوكت أو موراليس وغيرهم من الأسماء التي أرهقت ميزانية الأندية الكبرى من دون مقابل فألتون وسالومو وأبو هشهش والمدافع سيسوكو هم الرباعي الأفضل وهم من يصنعون الفارق لذلك نستطيع أن نصنف الفتح بالنموذج الحقيقي لأندية دوري "زين" بعد أن قدم دروسا عديدة من ضمنها ايضا أن الاعلام وبهرجة الشرفيين والرؤساء لا توفر النجاح فالعمل هو المعيار الحقيقي لرجال الاحساء، وأخيراً أود أن أذكر من يعنيه الفتح ونجاحه بأن ميزانية النادي بأكمله لم تتجاوز 20 مليونا وهذا دليل أن الفكر قبل المال الذي يضيع عند الكبار ما بين سمسار ومستفيد ووسيط والله المستعان! نقاط خاصة * كنت اتمنى وجود الحسن اليامي على رأس الجهاز الفني لنجران منذ بداية الموسم ولكن لازال أمام هذا الرائع وقت لإصلاح مايمكن إصلاحه! * بودي لو أقامت إدارة نادي الفتح ورش عمل لكل الأندية يتم من خلالها شرح طريقة العمل الإداري والاحتراف والتعاطي مع الإعلام. * قلبي مع ابن صحيفة الرياض الدكتور حافظ المدلج في حملته الانتخابية لرئاسة اتحاد القارة الصفراء فهذا الرجل مثال مشرف للشاب السعودي الطموح الذي تدرج علماً وعملاً حتى أصبح مرشح الوطن الأول لرئاسة الاتحاد الأسيوي. الكلام الأخير: الشعور بالآخرين حالة خاصة لا يملكها إلا الأنقياء.