في ملخص لمتابعة "الرياض الاقتصادي" اليومية لاقتصاديات الطاقة وبالأخص لأسواق النفط العالمية وتوجهات الإنتاج والأسعار للبترول والغاز الطبيعي والمنتجات البترولية والبتروكيميائية وتتبع الشحن، فقد تنامت مخزونات المملكة العربية السعودية من النفط الخام بالقرب من أعلى مستوى لها في 5 أشهر. وأظهر مسح صناعي أن مخزونات النفط الخام في السعودية بلغت 78 مليون برميل اعتبارًا من 23 سبتمبر، وهو أعلى مستوى منذ 26 أبريل الماضي عندما انخفض الطلب على النفط إلى أدنى مستوى وسط ذروة الجهود لاحتواء جائحة الفيروس التاجي. ووفقا للمشاركين في دائرة "سيسمينت" في السوق، والمصافي الآسيوية، فإن المشترين الرئيسين لا يزالون يكافحون للحصول على الخام السعودي لمواكبة الالتزامات الآجلة وسط هوامش "رهيبة" بسبب الضعف في الطلب، وأسعار البيع الأعلى من المورد. وقال المحللون إن مصافي التكرير الآسيوية لديها في المتوسط 75 ٪ و80 ٪ ارتباطات لأجل، وهي أعلى من معدلات التشغيل الحالية. وهذه المصافي تدرس حاليًا ما إذا كانت ستحافظ على الالتزامات في شراء النفط من المملكة العربية السعودية وسط هوامش ضيقة في ظل المساهمة الجزئية من صيانة مصفاة رأس تنورة أيضا في زيادة مخزون المملكة النفطي. وفي أسواق الغاز الطبيعي تبدو تساورها موجات شكوك ومخاطر الانعكاس بعد ارتفاعها بأكثر من 23 ٪ في أغسطس. وأدى الاستهلاك الصناعي الأمريكي القياسي في يوليو إلى انتعاش أسعار الغاز، ويشير تباين مؤشر القوة النسبية إلى انعكاس على المدى القريب، وارتفعت أسعار الغاز الطبيعي بأكثر من 23 ٪ منذ بداية الشهر، مما أدى إلى محو الخسائر السنوية وسجل قراءات ذروة الشراء على مؤشر القوة النسبية لأول مرة منذ نوفمبر 2019. ساعدت توقعات الطقس الأكثر دفئًا على المدى المتوسط إلى الطويل، وحرق طاقة الغاز الطبيعي الأمريكي القياسي في نهاية الشهر الماضي، على دعم السلعة، جنبًا إلى جنب مع أسعار النفط الخام القوية والدولار الأمريكي الضعيف بشكل ملحوظ. وما يدعم قراءة "الرياض" ما ذكرته إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن "الغاز الطبيعي الذي تستهلكه محطات الطاقة الكهربائية (حرق الطاقة) سجل رقماً قياسياً بلغ 46.7 مليار قدم مكعب يوم الاثنين، 27 يوليو" على خلفية "ارتفاع الطلب على الكهرباء لتبريد الفضاء" ومستويات عالية نسبيًا لانقطاع محطات الطاقة النووية. إلا أن أسعار الغاز الطبيعي لا تزال معرض لخطر التراجع وسط مخاوف التخزين الأوروبية، حيث يبدو أن الزيادة الملحوظة في الاستهلاك الصناعي الأمريكي أشعلت اندفاعًا لمدة أسبوعين من أدنى مستوى في يوليو. ومع ذلك، مع وجود منشآت التخزين الأوروبية عند 87 ٪ من سعتها، وارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا بأكثر من 50 ألفا يوميًا في الولاياتالمتحدة، فقد يكون الغاز الطبيعي عرضة لخطر التصحيح على المدى القريب. وإذا فشلت الزيادة في الاستهلاك الصناعي في موازنة مخاوف العرض المتزايدة والتشديد المحتمل للقيود التي يفرضها الفيروس، فإن سعر الغاز الطبيعي معرض لخطر التراجع وسط مخاوف التخزين الأوروبية. علاوة على ذلك، من المقرر أن يرتفع إنتاج أوبك+ من النفط الخام هذا الشهر، مع قيام المنظمة بزيادة حصتها بمقدار 2 مليون برميل يوميًا في توقعات بزيادة الطلب العالمي. ويمكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث تخمة في المعروض، مما يؤثر على أسعار النفط وبالتالي يؤدي إلى تراجع أداء الغاز الطبيعي. ومع أخذ ذلك في الاعتبار، هناك احتمال واضح بأن أسعار الغاز قد تمتد إلى ما بعد الأساسيات، مع تصحيح على المدى القريب نحو علامة 2 دولار وهو احتمال واضح. وظل سعر الغاز الطبيعي معرضا لخطر التراجع وسط مخاوف التخزين الأوروبية متأثراً بصعود المؤشرين منذ أن حدد السعر أعلى مستو في نوفمبر 2019 (2.905). ومع ذلك، فإن التراجع إلى الدعم عند أدنى مستوى لعام 2019 (2.029) يبدو على البطاقات، حيث يفشل مؤشر القوة النسبية في تتبع السعر إلى أعلى المستويات، ملمحاً إلى الإرهاق الكامن في الاتجاه الصعودي الأخير. وفي تتبع شحن المنتجات الكيميائية في بحار العالم، تلقت تايلند شحنات من البولي بروبلين من السعودية بأقل من 6000 طن شهرياً على مدى يناير - أغسطس، وبقيمة للطن 1000 دولار، وهي تعد شحنات متراجعة عن 600 ألف برميل على أساس سنوي، كما يعاود المنتج السعودي الشحن للصين متزامناً مع عودة أنشطة الفحم للصين وسط أمن الطاقة والمخاوف الاقتصادية. وانخفضت مخزونات الخام الأمريكية ونواتج التقطير بمقدار مليوني برميل في أواخر سبتمبر مع التقاط المصافي لمعدلات تجهيز الوقود. كما انتعشت واردات اليابان من الخام في أغسطس مقارنة بالشهر السابق لها وسط الطلب على المنتجات النفطية. والمتوقع أن يؤدي اقتراح الصين لاستبدال الفحم بالطاقة النظيفة إلى زيادة الطلب على الغاز الطبيعي وواردات الغاز الطبيعي المسال في الربع الرابع 2020. وتقدم شركة أواسيس للبترول المنتجة للنفط الصخري في الولاياتالمتحدة بطلب للإفلاس مع استمرار صناعة الطاقة تحت ضغط مع الانهيار غير مسبوق لأسعار النفط وسط تفشي فيروس كورونا. وقفزت واردات اليابان من البنزين بنسبة 27.3 ٪ في أغسطس مقارنة بالعام السابق بسبب انخفاض الأسعار في الخارج وتشديد الإمداد المحلي. وانخفضت مخزونات النفط الخام الأمريكية بشكل غير متوقع في أواخر سبتمبر حيث ارتفعت الصادرات إلى الأسبوع العشرين من الارتفاع. ويقدر المحللون ارتفاع إنتاج أوبك من النفط الخام للشهر الثالث في سبتمبر مع استئناف العمل في منشآت النفط الليبية وارتفاع الصادرات الإيرانية والتعويض من الأعضاء الآخرين بقيادة أوبك، مع الخطة التي أعلنها الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو عن تحسين إنتاج البنزين والتوزيع مع وصول ناقلة إيرانية ثانية. السعودية تمتاز بقدرتها على الاحتفاظ باحتياطات موثوقة لأمن الطاقة العالمي