"هم اليوم فرسان هذه المعركة الشرسة ضد الفساد لاستئصاله من وطننا الغالي علينا جميعاً"، بهذه الكلمات المعبرة وصف صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، منسوبي هيئة الرقابة ومكافحة الفساد، باعتبارهم الجنود الحقيقيين لمعركتنا في استئصال الفساد، هي دليل قوي على دعم ومساندة القيادة للجهود التي تبذل على مختلف القطاعات لكشف المتلاعبين بأرزاق الناس، والذين يحاولون التربح على حساب مصالح العامة، المتاجرة بأبناء الوطن. ربما تكون الأرقام الأخيرة التي أعلن عنها مازن الكهموس رئيس هيئة الرقابة ومكافحة الفساد، قد كشفت عن حجم الشر الذي مازال يسكن في نفوس بعض البشر، بعدما وصلت القضايا التي تم كشفها إلى 227 قضية، آخرها قصة الموظفين الخمس الذين خانوا الأمانة، وتربحوا بأكثر من 50 مليون ريال، لكن الأهم أنها برهنت على عزم القيادة الرشيدة، في المضي قدماً بحزم وإرادة قوية في ملف مواجهة الفساد، وعدم التهاون نهائياً مع الفاسدين. لقد شدد ولي العهد - حفظه الله - في بداية إطلاق أكبر حرب تخوضها السعودية في تاريخها لمكافحة الفساد والقضاء على الفاسدين على أنه "لن ينجو فاسد مهما كان"، وهو ما نراه اليوم على أرض الواقع، فمنذ إعادة هيكلة هيئة مكافحة الفساد عام 2017م، بدأ الخائنون يتساقطون الواحد وراء الآخر، واستمرت الدولة بقبضتها القوية في ملاحقة الفاسدين واقتحام أوكارهم، وكشف مخططاتهم الدنيئة. بات كل مواطن سعودي يشعر بالراحة والطمأنينة ويتفاءل بمستقبل أكثر أماناً، وهو يتابع قرارات الدولة الشجاعة في مواجهة ضعاف النفوس الذين يغلبون مصلحتهم الخاصة على العامة ويعتدون على المال العام دون وازع من دين أو ضمير أو أخلاق أو وطنية، وبات واضحا أن " أي كائن من كان" لن يكون في مأمن إذا حاول استغلال نفوذه والسلطة التي أؤتمن عليها. الرسالة المهمة الأخرى التي حملتها كلمات صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، هي إرساء الهيبة والوقار للجهات الرقابية المنوط بها تنفيذ قرارات الدولة، فكلما زاد الدعم والمساندة لهذه الأجهزة باتت أكثر فاعلية في مواجهة الفاسدين، وصارت أدواتها أقوى في استئصال الفساد، الذي يشبه السرطان، ينخر في جسد الإنسان حتى يدمره. مساحة التفاؤل تكبر وتزيد كل يوم لدى المواطنين بوجود من يأخذ حقهم وينصفهم، لقد أعلنها سمو ولي العهد مبكرا، حيث أكد في أول أحاديثه للإعلام على أن الفساد والبيروقراطية أكبر عدوان لبرنامج التحول، وشدد على حاجتنا الماسة إلى جهاز رقابي يقظ ومحترف ومتفرغ، مهمته الأساسية كشف كافة أنواع الفساد وإزاحة المتسببين في البيروقراطية.. يواجه المفسدين مهما كانت مناصبهم ومكانتهم الاجتماعية.. وبرهنت الأيام على أننا "دولة الأفعال" وليس مجرد الكلام. * محامٍ ومحكم دولي