أظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة نتائج متقاربة جداً في نسب قبول كل من المرشحين الرئيس الأميركي دونالد ترمب والمرشح الديموقراطي جو بايدن وخاصة في ولايات محورية من شأنها حسم السباق مثل فلوريدا وبنسيلفانيا واريزونا، ما يزيد الضغط على المرشح الديمقراطي جو بادين قبل المناظرة الأولى يوم 29 سبتمبر. وعلى الرغم من تقارب النتائج في الولايات المتأرجحة، فإن بايدن يمتلك مسارات جديدة قد توصله للفوز في انتخابات الرئاسة الأميركية للعام 2020 حيث تظهر استطلاعات جديدة تفوقه على ترمب في عدد من الولايات الجمهورية تاريخياً مثل تكساس وجورجيا وأيوا واوهايو وهي ولايات فاز بها ترمب بفارق كبير في انتخابات العام 2016 ويفوز بها عادة المرشحين الجمهوريين ومن الواضح من نتائج استطلاعات الرأي أن بايدن يمتلك مشكلة في ولاية فلوريدا التي يتراجع في استطلاعات الرأي فيها، وذلك بسبب ميل المهاجرين من أصول لاتينية إلى انتخاب ترمب. ولأهمية فلوريدا، قام الملياردير الأميركي والمرشح السابق للرئاسة مايك بلومبرغ بإنفاق أكثر من 100 مليون دولار في ولاية فلوريدا وحدها لمساعدة بايدن على الفوز في فلوريدا. وتأتي انتخابات هذا العام مترافقة مع اضطرابات وفوضى وتوتر عرقي يسيطر على الشارع الأميركي، لتندلع أخيراً الاحتجاجات وأعمال الشغب في ولاية كنتاكي بعد تبرئة الشرطة من الضلوع بمقتل الأميركية السوداء بريونا تايلور، في تصعيد يؤدي الى تخريب الممتلكات ويقود الى انخفاض شعبية المؤيدين لاحتجاجات حركة «حياة السود تهم» بحسب استطلاع أخير نشرته أسوشيتد برس. ويثير تشكيك ترمب بالانتخابات مخاوف الحزبين الجمهوري والديموقراطي، حيث كرر رفضه الاستثنائي لعملية الانتقال السلمي للسلطة يوم الخميس مدعياً بوجود وثائق ناخبين صوّتوا لترمب وجدت مرمية في سلال المهملات. وعلى الرغم من تشكيك ترمب المستمر بالانتخابات، سارع زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش مكونيل (الجمهوري من كنتاكي) يوم الخميس بالإعلان عن ضرورة أن يكون هناك انتقال «منظم» وسلمي للسلطة في العام 2021، كما كان الحال كل أربع سنوات منذ العام 1792. وفي تقرير نشرته شبكة «سي إن إن»، ذكرت الشبكة أن انتخاب بايدن سيحدث تغيّراً داخليأً في الولاياتالمتحدة ولكن لن يكون هناك تغيير مماثل بالنسبة لقضايا متعلّقة بالسياسات الخارجية خاصة «القضية الفلسطينية» فعلى الرغم من الانقسامات الحادة في الساحة الداخلية والفروقات الواضحة بين رؤى المرشحين في قضايا الرعاية الصحية وملف المهاجرين والتوتر العرقي، ولكن يصعب ملاحظة أي فجوات كبرى بين الطرفين فيما يتعلّق بالسياسات تجاه الشرق الأوسط وتحديداً تجاه الفلسطينيين. وتشرح «سي ان ان» مواقف بايدن المؤيدة بشدّة لاسرائيل حيث أكّد بايدن على التزامه بحماية ودعم حقوق اسرائيل بالعيش في أمان والعمل على تعزيز المصالح الاميركية المشتركة مع اسرائيل كهدف من أهداف الأمن القومي الأميركي مع دعم حل الدولتين بشكل تقليدي ومن خلال مبادرات عامة من غير المتوقع أن تغير الواقع الحالي. وبالعودة إلى مواقع الحزب الديموقراطي من عدة أحداث محورية مرتبطة بالقضية الفلسطينية، فإن بايدن ورفاقه الديموقراطيين أقرب إلى الجمهوريين فيما يتعلّق بهذه القضية، حيث لم يعارض بايدن حصار غزة، ولطالما اتّخذ مواقف عامة تماشي المسار العام في دبلوماسية أميركية تقليدية تعكس انحيازاً متوافق عليه مع اسرائيل. كما كان جو بايدن ونائبته كاملا هاريس، من الديموقراطيين الذين حضروا مؤتمر «ايباك» الذي يدعم الصداقة الإسرائيلية- الأميركية للعام 2020، بالاضافة الى اشادة بايدن باتفاقات السلام بين اسرائيل ودولاً عربية.