ليس الوطن مجرد بقعة جغرافية تقوم عليها المباني والمنشآت وكل أساليب الحضارة والتطور؛ بل هو كيان عظيم راسخ يمتد ويتجذّر في الروح عميقاً؛ حيث المشاعر تبقى مشدودة له بنياط القلب، كيف لا وهذا الوطن الذي ترعرعنا عليه وتنسّمنا هواءه ودرجنا بين أفيائه وظلاله، وعقدنا مع الأماكن والأشجار والطبيعة علاقات محبة وارتباط وجداني يزداد مع الأيام ثباتاً ورسوخاً. من نعم الله علينا أن جعلنا من أبناء هذا الوطن العظيم؛ ليس في رمزيّته فقط وإنما في موقعه الجيوسياسي والثقافي والديني؛ وطن هو قبلة العالم سياسيا واقتصاديا، ولا غرو في ذلك فقد وهبه الله قيادة فذة عظيمة منذ عهد المؤسس الملك العبقري عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - هذا الذي وحّد أرجاء الجزيرة بعد أن كانت نهباً للصراعات والأطماع والجهل والضلالات. جاء هذا الملك العظيم وأرسى قواعد الدولة الحديثة ونقل هذه البقعة الجغرافية من أتون الجهل والفقر والتشرذم إلى آفاق النماء والتطور، دولة حديثة حمل أعباءها من بعده أبناؤه الملوك الذين لم يتوانوا عن بذل كل ما من شأنه النهوض بمملكتنا العظيمة. الآن مع هذه الرؤية العظيمة 2030 وعرابها الملهم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز - بروجه الوثابة الطموحة وثقته في شعب هذه الأرض الطيبة المباركة؛ نمضي نحو المستقبل المشرق وقودنا العزيمة والإصرار ووضوح الرؤية وصدق النوايا والإخلاص الذي يمتزج وينصهر مع كل عمل وخطوة نخطوها إلى المستقبل. إنجازات عظيمة حققتها بلادنا في شتى المجالات من تمكين للمرأة إلى اجتثاث للفساد ومشروعات عملاقة وعظيمة تستهدف رفاه ورخاء الشعب السعودي. اليوم يبتهج أبناء وبنات المملكة العربية السعودية بهذا اليوم الذي يصادف معجزة التأسيس وعبقرية البناء لدولة عظيمة عمّت خيراتها وجهودها أصقاع العالم، حفظ الله وطننا وقيادتنا وكفانا شرّ الحاسدين.