قالت سيمون ليدين، نائبة مساعد وزير الدفاع الاميركي للشرق الأوسط، أن العلاقة الأميركية - السعودية تزداد أهمية في ضوء المتغيرات في الشرق الأوسط والرؤية السعودية 2030 التي خلقت فرصة مهمة لتوافق استراتيجي أعمق بين البلدين. وأكدّت ليدين في تصريحات خاصة ل"الرياض"، على أن المملكة العربية السعودية شريك رئيسي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، على مدى عقود، حيث تجد واشنطن أسباباً مشتركة في الرغبة بتحقيق الاستقرار الإقليمي مع الرياض ما يعزز التعاون الأمني والاقتصادي والسياسي القوي بين البلدين في ضوء كل تحدي جديد يواجه المنطقة، وخاصة أمام الديناميكيات المتغيرة في البيئة الأمنية الإقليمية والعالمية - وعلى وجه التحديد التهديد الذي تشكله إيران - حيث أصبحت العلاقة الثنائية اليوم أكثر أهمية من أي وقت مضى. مضيفة، أن المملكة العربية السعودية هي أحد أعمدة الهيكل الأمني الإقليمي، وصاحبة المصلحة الأساسية في مكافحة الإرهاب وأنشطة إيران المزعزعة للاستقرار، ونظرًا للتهديد المشترك الذي نواجهه في المنطقة، تسعى وزارة الدفاع الأميركية إلى تعميق العلاقة مع الشركاء الأقوياء لتحقيق أهداف مكافحة الارهاب، فالتعاون طويل الأمد مع وزارة الدفاع والقوات المسلحة والحرس الوطني ووزارة الداخلية في المملكة العربية السعودية، والذي يشمل التدريب والمبيعات العسكرية الخارجية، يجعل المملكة العربية السعودية شريكاً دفاعياً مهماً وهي شراكة تثمّنها الولاياتالمتحدة تقوم على الأهداف المشتركة. ووصفت ليدين رؤية المملكة العربية السعودية للعام 2030 لسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بالفرصة المهمة لخلق توافق استراتيجي أعمق بين الدولتين، ففي حين كان التعاون الأمني قديم وقد بدأ منذ عقود، فإن الرؤية توفّر فرصًا جديدة للتعاون الاجتماعي والاقتصادي العميق والذي من شأنه تعزيز وتعميق الشراكة الثنائية. ولفتت ليدين الى أن وزارة الدفاع والقوات المسلحة الأميركية تعمل عن كثب مع نظرائها في المملكة العربية السعودية لدعم الرؤى التي أقرّها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لدعم رؤاه في برامج الإصلاح الشامل وبما في ذلك دعم برنامج التصنيع العسكري في السعودية، مؤكدة على تأييد وزارة الدفاع الأميركية ودعمها الكامل لأجندة الإصلاح الطموحة التي يقودها ولي العهد والتي تعزز من فعالية وكفاءة القوات المسلحة السعودية التي ستجد الشركاء في الولاياتالمتحدة مستعدين لتقديم أفضل دعم ومشورة عند الطلب. واعتبرت ليدين تهديد الاستقرار في اليمن من قبل الحوثيين وعلاقتهم المتنامية مع إيران وانتهاكاتهم الصارخة للمعايير الدولية تحدياً استراتيجاً مشتركاً لكل من الرياضوواشنطن، فتجاهل الحوثيين للكارثة البيئية من خلال عدم سماحهم بصيانة ناقلة النفط "صافر"، وعرقلتهم لعمليات إيصال المساعدات الإنسانية، وهجماتهم عبر الحدود، هي من الأمور التي تقلق الولاياتالمتحدة وتدفعها للاستمرار بدعم حق السعودية السيادي في مواجهة عدوان الحوثي من خلال برامج التدريب وتوفير المعدات العسكرية اللازمة، بالإضافة إلى دعم الحلول الدبلوماسية والتعاون السعودي البناء مع جهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجهود السعودية المبذولة لتحقيق الاستقرار من خلال اتفاق الرياض. وأفادت ليدين بأن السعودية كبلد مستقر في وسط الشرق الأوسط غير الآمن، كانت دائماً شريكاً هاماً يسعى إلى رؤية الشرق الأوسط مستقراً وبعيداً عن الفوضى، فالسعودية كبلد يملك رؤية طموحة لديها مصلحة رئيسة في دعم الجهود الإقليمية لتحقيق الاستقرار في نقاط التوتر الإقليمية والوقوف في وجه أي عدوان في المنطقة، فعلى سبيل المثال، في سورية، تشترك السعودية مع واشنطن بالقلق من انتشار المقاتلين الأجانب، وفي العراق ترغب كل من واشنطنوالرياض بوقف النفوذ الإيراني الخبيث من زعزعة الاستقرار. مضيفةً؛ ننظر بنفس عين القلق إلى تجاهل الحوثيين لدعوات الأممالمتحدة المتكررة لوقف إطلاق النار وسعيه الدائم لتهديد الاستقرار، الأمر الذي تترتب عليه عواقب إنسانية وخيمة. سيمون ليدين