قال القائم بالأعمال في السفارة الأميركية لدى المملكة كريستوفر هينزيل إن ما يجمع الولاياتالمتحدة والمملكة العربية السعودية هو تاريخ غني ومستقبل مثمر، مضيفاً في بيان (حصلت «الحياة» على نسخة منه) بمناسبة زيارة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز الحالية إلى أميركا: «إنه منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية في عام 1940، تتمتع كل من الولاياتالمتحدة والمملكة العربية السعودية بصداقة دائمة وشراكة مثمرة تمتد على مدى 75 عامًا تولى خلالها 14 رئيسا وخمسة ملوك سعوديين». وأكد هينزيل، في بيانه أنه «بالنظر إلى المستقبل، أنا متفائل بأن الولاياتالمتحدة والمملكة العربية السعودية ستواصلان توسيع وتطوير علاقتهما، وتمثل زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى الولاياتالمتحدة فرصة هامة لترسيخ التزاماتنا المتبادلة وإيجاد مجالات جديدة للتعاون». ولفت إلى أن «العالم تغير بصورة مذهلة منذ عام 1940. ونمت شراكتنا مع هذه التغييرات. اذ ان علاقاتنا المشتركة ركزت في البداية على الطاقة والأمن ، ولكنها تطورت فيما بعد لتعالج مجموعة واسعة من القضايا ذات الاهتمام المشترك بما يخدم المصالح الوطنية المشتركة للبلدين، وتستمر علاقتنا في التطور اليوم مما يعزز الروابط التي ستنقلنا بشكل جيد الى القرن ال21». وعن رؤية واشنطن لجهود المملكة العربية السعودية في الحفاظ على الأمن والاستقرار في منطقة الشرق، قال: «إن المملكة العربية السعودية تعمل كشريك أساسي في الحفاظ على الاستقرار في الشرق الأوسط، فالمملكة الآمنة والمستقرة هي مفتاح الاستقرار في منطقة مهمة لاقتصاد العالم بأسره، ولهذا السبب نقف مع الشركاء السعوديين ضد القوى التي تهدد المنطقة». وأشار إلى الرئيس ترامب «أعرب عن مخاوف الولاياتالمتحدة في شأن السلوك الإيراني الخبيث الذي يهدف إلى تقويض الأمن في الشرق الأوسط، كما تركز الولاياتالمتحدة على تحييد نفوذ إيران المزعزع للاستقرار وتقييد عدوانها، وخاصة دعمها للإرهاب والمسلحين، وإننا نعمل عن كثب مع المملكة العربية السعودية وشركائنا الإقليميين الآخرين لإدانة انتهاكات إيران لقرارات مجلس الأمن الدولي وإجراءاتها ضد السلام والأمن الإقليميين». وعن رؤية واشنطن حال الانتهاكات الإيرانية قال هينزيل» إذا نجحت إيران في توسيع نفوذها، فستشهد المنطقة مزيداً من الصواريخ الباليستية في أيدي الجماعات الخطرة، وزيادةً في التطرف العنيف والإرهاب، وتهديداً أكبر للملاحة - وخاصة في منطقة الخليج - ومزيداً من الهجمات السيبرانية المدمرة، وعواقب أخرى قد تقوض أمن المنطقة، نحن نعمل بشكل وثيق مع المملكة العربية السعودية والمجتمع الدولي للتأكد من أن هذا لن يحدث». وشدد على تفهم «الولاياتالمتحدة لخطورة هجمات الحوثيين المدعومة من إيران على الحدود الجنوبية للمملكة العربية السعودية، وواشنطن ملتزمة بمساعدتها على حماية حدودها وضمان سلامة المواطنين السعوديين». وأضاف: «أننا نستجيب لطلبات الجانب السعودي للحصول على المشورة بشأن أفضل طريقة لمنع وقوع الإصابات في صفوف المدنيين خلال هذا الصراع، إن وقوع الخسائر في صفوف المدنيين غير مقبول وتتحمل الحكومات مسؤولية التحقيق الدقيق في هذه الحوادث عند حدوثها ومنع وقوعها في المستقبل، ان الطريقة الوحيدة المؤكدة لإنهاء وقوع الإصابات في صفوف المدنيين هي إنهاء القتال، و تواصل الولاياتالمتحدة دعمها للجهود المبذولة لإيجاد نهج سياسي ينهي النزاع المسلح في اليمن، ويعالج أيضا المخاوف الأمنية للمملكة العربية السعودية، وسيقوم مبعوث الأممالمتحدة الجديد الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث، بمواصلة العمل الذي قامت به الأممالمتحدة لإعادة الأطراف إلى طاولة المفاوضات». القيادة تمضي نحو تحقيق أهداف 2030 أكد القائم بالأعمال في السفارة الأميركية لدى المملكة كريستوفر هينزيل أن «الولاياتالمتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية تعملان على معالجة المأساة الإنسانية في اليمن، وحققت المملكة العربية السعودية تقدماً في زيادة السبل التي تصل من خلالها المساعدات الإنسانية إلى الشعب اليمني، وبالتعاون مع شركائنا في المجتمع الدولي، يمكن للولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية إحراز تقدماً نحو بناء يمن أكثر أمناً وسلاماً». وأضاف في بيانه: «ليس سراً القول أن السعودية تتغير، لقد حفزتني الإصلاحات التي شهدتها خلال الفترة التي قضيتها في المملكة العربية السعودية. وأحيي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان لقيادتهما في نقل المملكة نحو تحقيق الأهداف التي تضمنتها رؤية 2030. فمن خلال قيادتهما شهدت المملكة العربية السعودية تطوراً مستمراً في المجال الاقتصادي، ومزيداً من حقوق المرأة، كما شهدت تقدما ملحوظاً نحو مزيد من الازدهار الاقتصادي». وأوضح أن «المملكة العربية السعودية المتنوعة والمزدهرة اقتصادياً تعد من المصالح الوطنية لكلا بلدينا، وتقدم الحكومة الأميركية والقطاع الخاص فيها مساهمات مفيدة نحو نجاح «رؤية 2030». تسعى المملكة العربية السعودية إلى أن تكون مثالاً للدولة التي تمكنت من إجراء إصلاحات وانفتاح مع الاحتفاظ بتقاليدها وقيمها، وهذا أمر يستحق الثناء والمتابعة عن كثب من بقية دول العالم، اذ سيتعلم الكثيرون منا من هذه الفترة التحولية العظيمة في تاريخ المملكة العربية السعودية». «معهد واشنطن»: نموذج جديد لعصرنة المملكة أكد تقرير نشره معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى وموقع «ذي ناشيونال» الأميركيان (الأحد) الماضي أن ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان يقدم خلال زيارته الحالية إلى أميركا نموذجاً جديداً للدولة السعودية المعاصرة، داعياً إلى ضرورة التأثير في نظرة أميركا تجاه المملكة. وأشار التقرير الذي أعده المستشار في المعهد دينيس روس، إلى أن الأمير محمد بن سلمان يقوم بزيارته الأولى إلى أميركا هذا الأسبوع بصفته ولياً للعهد، لافتاً إلى أنه وعلى رغم زيارة ولي العهد إلى أميركا في مرات سابقة إلا أن جدول زيارته الحالية «حافل بالملفات المهمّة ووجهات النظر المتعددة». وقال روس في تقريره: «إن استبدال وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، بمايك بومبيو، يمثل تغييراتٍ مهمة في مقاربة إدارة ترامب تجاه دول منطقة الشرق الأوسط، ويبدو أن بومبيو أكثر صرامةً من تيلرسون في موضوع مشترك مهم مثل إيران، اذ أوضح بومبيو في ظهور علني له - بحسب التقرير - قبل أشهر عدة أنّه يعتبر وجود الميليشيات الإيرانية في سورية تهديداً خطراً لمصالح الأمن القومي الأميركي». ولفت إلى أن أهمية ما وصفه ب «التأثير في نظرة أميركا تجاه المملكة العربية السعودية»، مؤكداً أنه من الواضح أنّ المملكة العربية السعودية تشهد ثورةً من الأعلى لا تسعى إلى تغيير طبيعة الاقتصاد السعودي فحسب، بل المجتمع أيضاً، وتمثّل خطة التحوّل الوطني السعودية نموذجاً جديداً للعصرنة، وعلى هذا النحو، فإن نجاحها مهم لأميركا أيضاً، بخاصة وأنّه لم يظهر قط نموذج ناجح للتطوّر في الدول العربية الكبرى وشعوبها ولم يحقق أي منهم شيئاً أو لم يستطيعوا ذلك لأنّ الأيديولوجيات الخاصة بكلّ منهم منعتهم من النجاح، إلا أنّ رؤية السعودية 2030 تفي بوعدها في هذا الجانب. وأوضح أن «المملكة العربية السعودية تقدّم مجالاً حقيقياً للتحديث في الشرق الأوسط وهي صورة – بحسب الباحث - لم تتجذّر بعد في أميركا، ومن الضروري التطرق إلى هذه المسألة في الخطابات العامة والمقابلات لتغيير صورة السعودية في أميركا». وحول ما يمكن أن تقدمه زيارة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان من رسائل، قال المحلل الأميركي دينيس روس: «أرى أنّ رسالة أنّ المملكة العربية السعودية مكان جيّد للاستثمار وريادة الأعمال لا تقل أهمية عن رسائل الزيارة»، مؤكداً أن حملة مكافحة الفساد في المملكة «رسالة إقناع جيدة»، مشدداً على أهمية لقاء قادة المالية والاتصالات والتكنولوجيا العالية في أميركا مع الأمير محمد بن سلمان. وأوضح روس «بالتأكي ستشمل زيارة ولي العهد أيضاً مسألتين سياسيتين أخريين، وهما اليمن والسلام الإسرائيلي-الفلسطيني، وأهمية هذين الملفين أنّ «أميركا والسعودية بحاجة إلى خطة مشتركة للتعامل مع الصراع الذي تعتبره إيران وسيلةً رخيصة لاستنزاف المملكة». ودعا واشنطن إلى «خطوات يجب اتخاذها لوقف تزويد الأسلحة الإيرانية، بما في ذلك الصواريخ إلى الحوثيين»، لافتاً إلى أنه «إذا لم تتغيّر حسابات الحوثيين فمن الصعب أن نرى كيف تصبح التسوية السياسية ممكنة، أو كيف يمكن الحد من المعاناة التي يشهدها اليمن»، مطالباً إدارة ترامب ب «تقديم خطة أو اتخاذ خطوات لتحسين عملية السلام في منطقة الشرق الأوسط، وإنهاء الصراع، وليس إلى مفاقمة الوضع». واختتم المحلل الأميركي تقريره بالتأكيد على أن «وعملية السلام لن تمضي قدماً في حال رفضت المملكة العربية السعودية خطة واشنطن أو انسحبت الإدارة الأميركية منها بعد ذلك»، موضحاً أن «هناك أمورا كثيرة يجب القيام بها ومحاولة تحقيقها خلال هذه الزيارة. ففي نهاية المطاف تبقى النتيجة الأكثر أهمية هي وضع خطة مشتركة سعودية – أميركية حول مجموعة من القضايا التي تشكّل موضع قلق مشترك حول المنطقة».