بلدٌ منها نور الإسلام ظهر، ملأ الآفاق نورًا وعبر، بلدٌ وُلِد فيها خير البشر، بلغَ الدعوة، وقادَ الأمم، بلدُ الأماكن المقدسة، والتواريخ المبجلة، بلاد النفط في القيادة والشعب والثروات، كنوزٌ من الرحمة والإنسانية، بريقها تلألأ في الأزمات، وهذا ما دونه التاريخ والملمات، فجائحة كورونا كشفت الأقنعة عن باقي الحضارات، فتصدرت سعوديتنا العظمى بإنسانيتها، وعاطفتها، وسموها، ورُقي حكومتها وقياداتها وشعبها بمواقف شهد لها العالم أنّها كانت بلد الإنسانية بلا منازعات، ولا مقارنات، ولاعجب في هذا ولا غرابة فها هو التاريخ يدون ويكتب سياسة حكومة قدمت الإنسان وجعلته القيمة الأولى قبل المال.. هبت كالأسود تظلل على شعبها بالخيرات العظام، تحنو عليهم وتخاف، تساعدهم، تروض السياسة لمصلحة شعبها، تعرض اقتصادها للخسارة فتوقف الملاحة والعمرة والحج والزيارة والسياحة، تعطل أعمالها التي تدر عليها الأموال وهذا كله من أجل - عافية وصحة الإنسان - تُعالج من على أرضها يعيش حتى ولو بغير تصريح، تعين التاجر في تسديد رواتب موظفيه، تخفف عن كاهل المقيم الرسوم، تنطلق المبادرات، وتنشط الجمعيات، وتزداد المساهمات، وتكثر التوعية والثقافات، ويتماسك النسيج السعودي الإنساني، ويزيد الحب بكل النكهات فأسطورته وقائده مليكه سلمان أطلّ بأجنحة السلام مرددًا: سنواصل العمل الجاد في هذه المرحلة، وسنواجه المصاعب بإيماننا بالله ومستمرين في اتخاذ الإجراءات الاحترازية.. وكان لكلماته صدى مطمئن في شعبه الذي يثق في قيادته وحكمته فبات قرير العين هادئًا، بما كان يراه ويسمعه من عملٍ دائب، وقرارات حكيمة، وأعمال سديدة تطلقها الحكومة قيادة وأمراء ومسؤولين وكلها تصب في مصلحة المواطن والمقيم، فأي كلمات تكفي لتطرز هذه الجهود، وتكتبها بسبائك من ذهب، لتقرأها الأجيال من بعدنا لتكون مرجعًا تاريخيًا لهم ليتأسوا بمملكة الإنسانية حكومةً وشعبًا جاءتهم جائحةُ كورونا لتبرز أروع ما فيهم؟ فما وُجِد قلب بكى، ولا بيت شكا، فالكل اتحد ليكون الكل واحد، يحمد ويشكر العظيم الواحد الذي جعلنا من خير أمة أخرجت للناس، وأسكننا خير أرض بلاد الحرمين مهوى القلوب، ودعوة سيدنا إبراهيم عليه السلام لتكون بلد الإنسانية بلاد الرزق والأمان والسلام.. حفظ الله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان وكل حكومتنا وقياداتنا وشعبنا ومحبينا في كل مكان.. وكل عام وأنت يا وطني بلدُ الإنسانية والهدوء والرحمة والأمان والوحدة والسلام.