خلال مشاركاتي في لقاء مفتوح مع مجموعة من السيدات المتقاعدات بالرياض، والذي حمل عنوان "ما ذا بعد التقاعد"، "و حالما تم طرحي لسؤال المتقاعدات ما فعلت بعد تقاعدك انهالت علي ردود كثيرة وجميلة القليل جدا لم يعنِ لي شيئا كعبارة ارتحنا من المسؤوليات والالتزام بالدوام وأصبحنا أحرارا نعمل ما يحلو لنا ونسافر وقتما نشاء، ولكن غالبية ردود المتقاعدات أدهشتني ولفتت انتباهي، فهناك كم هائل من الخبرات والمهارات والمعارف المطمورة في داخلهن، بل إن كثيرات منهن حصلن على دورات وورش عمل عقب تقاعدهن ليطورن من أنفسهن ولكي يستفدن ويفدن الغير ورغبن كثيرا في عرض تلك الخبرات للاستفادة منها بل والبعض عرضت تقديم ما تملك من خبرات ومهارات بلا مقابل رغبة في الأجر ومساهمة في تطوير وتنمية الوطن، مما استوقفني لأكتب هذا المقال ولكي أقدم اقتراحا لعله يجد آذانا صاغية ورغبات مخلصة تساهم في تطوير المجتمع ليكون كما أملناه ورغبنا في ذلك ولكي يكون في مصاف الدول الرائدة والمتقدمة التي يشار لها بالبنان في الاهتمام والعناية بفئة أعطت الكثير للوطن وساهمت في نهضته ورقيه. كما أني لاحظت من خلال البحث عن شؤون المتقاعدين قلة أعداد البحوث والدراسات التي تعنى بشؤونهم والاستفادة من الخبرات والإمكانيات والمهارات التي يحظون بها، وإلحاقا لما تم ملاحظته خلال اللقاء فأقترح بأن تنشأ هيئة للمتقاعدين (رجال وسيدات) تعنى بتلك الخبرات المهدرة، ولنساهم في جعلهم أفرادا فاعلين ومنتجين فالمجتمع بحاجتهم وهم كذلك، فلا يخفى على أحد أن الفراغ يهدم صحة الفرد ولا شك. من خلال لقاء مصغر وقصير اكتشفت مجموعة خبرات ومهارات من الممكن تسجيلها في هذه الهيئة والاستفادة منها برسوم أو بالمجان وحسب رغبة المتقاعد. كما وأنه من خلال البحث والاطلاع وحسب إحصائية طرحت في صحيفة الاقتصادية 21 فبراير 2018م اتضح أنه يشكل كبار السن السعوديون الذين تتجاوز أعمارهم 65 عاما نحو 4.19 في المئة من إجمالي عدد السكان، يمثل النساء منهم 51.1 في المئة والرجال 49.9 في المئة وهذا النسبة تزداد عاما بعد عام، وعليه فإننا فعلا بحاجة ماسة لإيجاد الحلول الإيجابية سهلة التنفيذ على أرض الواقع لمختلف المشكلات التي تعاني منها هذه الشريحة الغالية والتي تركت بصمة جميلة في نهضة هذا الوطن، من هذ المشكلات وأبرزها في عدم وجود المكان المناسب لتمارس نشاطاتها وتقيم مناسباتها المختلفة، ولعلي أجدها فرصة فأوجه عبر هذا المقال هذا الاقتراح، فهو استثمار جميل وكبير ومميز وسيضيف لتميز السعودية تميزا مغايرا وسيكون بصمة جميلة في تحقيق رؤية المملكة، فإنشاء مدينة متكاملة (تطرح بأسهم وتتاح المساهمة فيها لجميع الراغبين ككثير من الشركات الموجودة في السوق) فخلق مدينة متكاملة تقدم كافة الخدمات المطلوبة (نادٍ رياضي - قاعة مؤتمرات ومناسبات - نادي للقراءة - مقهى - مركز طبي أخرى،.....،....إلخ)، لهو الاستثمار الأمثل للراغبين في التميز والعطاء والذي سيدار بخبرات وسواعد المخلصين من أبناء الوطن أو المتقاعدين وأكاد أجزم بأن عائده سيكون كبيرا جدا بإذن الله؛ لتفرده ينطلق في العاصمة الرياض ومن ثم يطبق في المناطق الأخرى. أتمنى أن تجد مقترحاتي القبول؛ ليتم تنفيذها ونجدها قائمة ومفعلة على أرض الواقع في القريب العاجل، فما أحوجنا إلى تكاتف الجهود بين الجميع لنصل بمملكتنا الحبيبة إلى مصاف الدول المتقدمة ولتحقيق رؤية 2030 في الريادة والتميز والإبداع. * مستشارة معاشات سابقاً مؤلفة ومدربة معتمدة