«التواصل مهم جداً في حياتنا»، تقول نجاة التي تقاعدت من عملها منذ فترة، وتضيف: «من الجميل أن تقضي المرأة وقت فراغها في رؤية زميلاتها وصديقاتها من وقت لآخر». ولا تمانع بالاستفادة من النشاطات المختلفة للاستفادة من خبرتها إذا توافرت لها الفرصة لذلك. وعلى رغم أن زوجها وأولادها يملأون عليها حياتها بحسب قولها، من المهم بالنسبة «الي الخروج لرؤية صديقاتي وزميلاتي في العمل». وكان ذلك بعد أن أعلنت «الجمعية الوطنية للمتقاعدين» عن افتتاح مركز تابع لها في جدة للمتقاعدات، يوفر نشاطات تثقيفية وترفيهية لهن. ومن جهة أخرى، تبحث نجاح التي تقاعدت منذ 4 سنوات عن الخدمات التي يجب أن تكون متوافرة للمتقاعدات والتي تفتقدها على حد قولها. وتنتقد النشاطات والتجمعات التي تنظمها الجهات المعنية بهن، وتقول: «ما يفعلونه هو تجميعنا، وتوزيع أوراق وشهادات علينا لنسمع بعدها أهازيج وتصفيق لنا»، لافتة إلى أن «هذا النوع من التجمعات لا نحتاجه في هذا الوقت والعمر، فنحن لسنا في حاجة إلى شهادات ونحن في هذا السن، بل نحتاج إلى خدمات عامة مختلفة، مثل الخدمات الصحية والاجتماعية وخدمات أخرى»، مشيرة إلى المستشفيات والمستوصفات وخطوط الطيران، «وفي أي مكان نذهب إليه سواء كان مهرجاناً أم غيره نحتاج إلى خدمات خاصة». وتوضح: «نحن لا نستطيع الانتظار في الطابور أو في المستشفيات لأوقات طويلة». وتتمنى نجاح أن توجد مكاتب استشارية كي تعرف «الموظفات والمتقاعدات ما لهن وما عليهن»، مؤكدة أن كثيرات لا يعرفن حقوقهن. وتقول رئيسة لجنة العلاقات العامة والاعلام في الجمعية الوطنية للمتقاعدات الدكتورة زهرة المعبي ان المركز يحتاج إلى تعديلات وهو الآن تحت التصليحات كي يكون مناسباً للمتقاعدات ومكاناً مريحاً لهن. وتضيف: «المركز هو مكان تثقيفي وترفيهي لتجمع فيه المتقاعدات»، لافتة إلى أنه «سيكون هناك مقهى لهن، ومكان للاستفادة من مواهبهن وخبراتهن»، إضافة إلى أنه سيكون «فيه قاعة يستفدن منها لناحية الاستثمار، إذ يستطعن فيها بيع ما ينتجنه إذا استأجرنها»، مشيرةً إلى أن «هناك نساء متقاعدات يمتلكن مهارات يدوية»، مؤكدة ان خبرة المتقاعدين «كنز نقدمه للوطن». وتوضح: «ننوي تقديم نشاطات تدريبية ودورات تثقيفية وتنموية»، مشيرة إلى أنها «كبيرة المدربات المعتمدات الدوليات». وتشير إلى تطلعها الى انشاء فرع في المركز لمعالجة القضايا الأسرية التي تعاني منها المتقاعدات أو أسرهن». كما سيتضمن المركز «نادياً رياضياً، إذ ستجلب كل سيدة مشتركة في المركز جهازها الرياضي الخاص الموجود في بيتها (إذا وجد) لنقوم كلنا باستعمالها»، مشيرة إلى مبدأ التكافل الاجتماعي الذي يُعمل على أساسه. وتضيف: «سيكون بمثابة مركز رياضي أسري»، إذ لن يدخله إلا المتقاعدات المشتركات في المركز ويملكن بطاقة عضوية للجمعية. وعن اهم المشكلات التي تواجه المتقاعدات، تقول: «يُسدل ستار النسيان على المتقاعدة وفور خروجها من العمل والجلوس في البيت»، مشيرة إلى أن المتقاعدة «تبدأ في الإحساس بأنها تفقد صديقاتها وزميلاتها في العمل»، الأمر الذي «يؤثر في نفسيتها، ويجعلها تشعر بالإهمال». وتزيد: «عندما يعتاد الشخص على العمل طوال حياته، يكون من الصعب عليه الجلوس فجأة في البيت، الأمر الذي يجعله يشعر بالضيق والملل». وتقول مسؤولة الشؤون المالية امينة الصندوق في الجمعية الوطنية للمتقاعدات عفاف حلواني عن بطاقات العضوية التي تمنحها الجمعية لمن ترغب في التسجيل والاشتراك: «استطعنا الحصول على تخفيضات في كثير من المستشفيات الأهلية لمن تحمل هذه البطاقة وتتراوح بين 40 و50 في المئة»، وتلفت إلى أن «نسبة التخفيض تختلف بحسب الخدمة الطبية (أشعة، تحاليل وغيره)»، وتضيف: «نحاول الحصول على خدمات وتخفيضات من جهات أخرى».