يتصدر هذه الأيام النصر المشهد الرياضي من خلال الصفقات الكبرى التي أبرمتها الإدارة سواء المحلية أو الأجنبية، فلا حديث هذه الأيام إلا أن الصفقات الصفراء والأرقام المالية الفلكية التي تصاحب هذه الصفقات؛ فالنصر هو الوحيد من بين الأندية الكبار الذي أكل الأخضر واليابس، علي صعيد اللاعبين المحليين والأجانب؛ فالأمور تبدو في النادي العاصمي أن هناك ميزانية مفتوحة وضخاً مالياً غير طبيعي، وهذا ما تؤكده الصفقات سواء الأجنبية أو المحلية؛ فالنصر هو الأعلى حتى الآن في عدد الصفقات عناصرياً ومالياً. السؤال الذي يفرض نفسه هنا، ما سر هذه الصفقات؟ ولماذا لا تكون وفق دراسة فنية بحتة حسب حاجة الفريق يحددها الجهاز الفني؟ ولكن الوضع هنا مختلف جداً؛ ويبدو أن الجهاز الإداري هو صاحب الكلمة فقط، فليس من المعقول أن جهازاً فنياً يقوده مدرب عالمي مثل فيتوريا سيرضى بمثل هذه الصفقات التي ستهز استقرار الفريق وتوهجه خلال الموسمين الماضيين. الإدارة النصراوية بتخبطها الإداري في مسار الصفقات المحلية والأجنبية دانت نفسها من حيث لا تدري بأنها لا يمكن أن تجاري الهلال بطل آسيا والدوري، وخصوصاً بعد الرباعية الشهيرة إلا بالصفقات الكبرى من خلال جلب لاعبين محليين في مستوى المجموعة التي يضمها الفريق الهلالي، وهذا اعتراف بكفاءة "الزعيم العالمي" وجدارته بجميع البطولات التي حققها بفضل وجود كوكبة من النجوم المحلية التي ميزته عن الآخرين، وجعلته يتربع على العرشين الآسيوي والمحلي، ويكون استثنائياً في انتصاراته وأرقامه وإنجازاته وجودة عناصره الفنية التي لا توجد لدى الفرق الأخرى، ولو بحث النصر في كل الأندية بجميع درجاتها!! التخبط الإداري النصراوي كتب صك براءة لمسيري الرياضة واتحاد الكرة واللجان الرياضية بأن التشكيك والتظلم النصراوي خلال الفترة الماضية ما هو إلا لتغطية النقص والفشل في مجاراة الخصم بالعناصر المميزة التي تصنع الفارق، وتعتلي منصات التتويج، وأن مسألة الهجوم على المسؤولين وتوجيه الاتهامات لهم لم تجلب للفريق إلا الفشل المتوالي؛ فالنجوم وحدهم والعمل المؤسسي فقط هما من يجلبان الذهب. النصراويون الذين أشغلوا الشارع الرياضي بالدخول في كل قضية وتوجيه الاتهامات والتشكيك في المسؤولين واتحاد الكرة واللجان، ردوا على أنفسهم بأنفسهم، وأكدوا أنهم بعناصرهم المحلية التي كان الجميع يتفق على أنها لا تجاري "الزعيم" لن يذهبوا بعيداً؛ فالمنافس صعب جداً، ويملك ترسانة نجوم هم الأفضل والأكثر ثأثيراً في الكرة السعودية حالياً، وأن اللحاق ب"الزعيم العالمي الاستثنائي" صعب المنال، والجري خلف بعض لاعبي الفرق الأخرى والتفاوض معهم بطرق غير قانونية ومخالفة ومهينة لقيمة واسم شخصية أندية كبيرة مثل الاتحاد أو الأهلي لن تجلب إلا المزيد من المشكلات والارتباك والتوتر والتخبط الذي تسبب فيه المنافس البطل الذي لا يمكن اللحاق به خلال أيام أو أشهر بل يحتاج الأمر سنوات ضوئية.