وصل نحو 300 مهاجر من الروهينغا إلى إندونيسيا صباح الاثنين أفادوا بأنهم كانوا عالقين في البحر لسبعة أشهر، بحسب مسؤولين في الأممالمتحدة، في أكبر مجموعة من أفراد الأقلية المسلمة تصل إلى أحد البلدان دفعة واحدة. وعثر سكان محليون على المهاجرين، ومن بينهم أكثر من 12 طفلاً، في قارب خشبي في عرض البحر قرب مدينة لوكسوماوي على الساحل الشمالي لسومطرة، على ما أفاد مسؤولون. وقالت منسقة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أوكتينا "حسب شهاداتهم، فقد قالوا إنهم ظلوا سبعة أشهر هائمين" في البحر. وتابعت المسؤولة أنّ "حالتهم ضعيفة جداً في الوقت الراهن". وأشارت كريس ليوا، مديرة مشروع أراكان وهي مؤسسة غير حكومية تركز على أزمة الروهينغا، إلى أنّ المهاجرين ربما تم احتجازهم في البحر فيما كان المهربون يبتزون عائلاتهم لدفع أموال. وأوضحت "في الواقع هؤلاء الناس تم احتجازهم كرهائن". وتابعت نقلاً عن شهادات المهاجرين أنّ المهربين أبلغوهم "أنهم لن يسمحوا بوصول القارب للشاطئ حتى يدفعوا" أموالاً. لكنّها أقرت "لا نعرف حقاً القصة الكاملة بعد". وأفاد قائد الجيش في المنطقة أنّ شخصاً واحداً على الأقل من المجموعة، المكوّنة من 102 رجلاً و181 امرأةً و14 طفلاً، كان مريضاً وتم نقله سريعاً إلى مستشفى محليّ لتلقي العلاج. وأظهرت صور من لوكسوماوي مهاجرين يجلسون أرضاً في مبنى عشوائي مع مقتنياتهم القليلة. وتبرع السكان المحليون لهم بالطعام والملابس. وقالت إحدى السكان المحليين وتدعى عائشة "نحن قلقون حيال حالتهم". وتابعت أنهم "يحتاجون إلى المساعدة باسم الإنسانية.. هم بشر مثلنا". ويأتي وصول هذه المجموعة بعد وصول نحو 100 مهاجر من الروهينغا، معظمهم نساء وأطفال، في نفس المنطقة في يونيو بعد اجتيازهم رحلة محفوفة بالمخاطر استمرت أربعة أشهر وشهدت تعرضهم للضرب من المهربين وإجبارهم على شرب بولهم للبقاء على قيد الحياة. والمجموعتان اللتان وصلتا في يونيو والمجموعة الأخيرة ربما تكون جزءاً من مجموعة أكبر تقدر بنحو 800 لاجئ ذكرت تقارير أنهم غادروا جنوب بنغلادش في وقت سابق من العام الجاري، حسب ليوا. وأضافت أنّه يعتقد أنّ نحو 30 لاجئاً من المجموعة الأصلية لقوا مصرعهم في البحر. ويعيش نحو مليون من الروهينغا في مخيمات مكتظة ورثة في بنغلادش، المجاورة لبورما، حيث يدير المهربون عمليات مربحة للغاية تعدهم بملاذ آمن في الخارج. وتعد ماليزيا وإندونيسيا وجهة مفضلة للاجئي الأقلية المسلمة المضطهدة. وغادر المئات من الروهينغا المخيمات في بداية أبريل، لكنّ السلطات في ماليزيا وتايلاند منعتهم من دخول أراضيها وسط أزمة جائحة كوفيد-19، حسب ما أوضحت ليوا. وقالت ليوا "هذه أكبر موجة وصول نشاهدها منذ العام 2015". وتابعت مشيرة إلى المجموعة الأصلية المؤلفة من 800 لاجئ "لكن السؤال الأهم هل كلهم وصلوا الآن للساحل أم أن بعضهم لا يزالون في البحر".