أعلنت أندونيسياوماليزيا انقاذ آلاف المهاجرين من بورما وبنغلادش وحذرتا من من وجود مهاجرين آخرين منكوبين في عرض البحر. وقد أنقذت السلطات الاندونيسية سفينة جديدة على متنها 400 مهاجر قادمين من بورما وبنغلادش، قبالة اقليم اتشيه بشمال غرب البلاد وذلك غداة وصول 600 مهاجر آخرين بحرًا. ومن بين الوافدين الى الساحل في البلدين 92 طفلًا على الاقل. وقال مسؤول في هيئة الاغاثة الاقليمية لوكالة فرانس برس: «اكتشف فريق المسعفين سفينة جديدة تنقل اكثر من 400 مهاجر من بورما وبنغلادش على وشك الغرق قبالة إقليم اتشيه هذا الصباح»، وأضاف بو ديوان أن سفنًا أخرى تنقل مهاجرين قد تكون على وشك الوصول الى الضفاف الاندونيسية، ويساعد الصيادون فرق الانقاذ للقيام بدوريات في المياه قبالة اقليم اتشيه. واوضح ان الف مهاجر نقلوا الى مراكز وحتى مساكن في المنطقة. وهم يتلقون المواد الغذائية والعناية الطبية. واشارت السلطات الاندونيسية الى ان عدد المهاجرين الذين وصلوا الاحد الى اتشيه وصل الى 573 بعد ان كانت اعلنت ان العدد هو 469. وصرح رئيس جهاز البحث والانقاذ في اتشيه بودياوان لفرانس برس ان السلطات تتوقع وصول مزيد من المهاجرين وتستعين بصيادي السمك للمساعدة في مراقبة المناطق الساحلية. وصرح بودياوان «نحن مستنفرون ومستعدون لانقاذهم عندما نتلقى إشعارًا»، ويؤكد ناشطون ومدافعون عن حقوق المهاجرين أن حملة تايلاند تعرض المهاجرين الذين بدأوا رحلتهم للخطر، بحيث يجدون انفسهم عالقين وسط ظروف مريعة بلا طعام على زوارق مكتظة ومع امكانية اقدام مهربين متوترين على إلقائهم بحرًا. من جهتها أنقذت ماليزيا حوالى 2000 مهاجر من بورما وبنغلادش بعضهم وصل سباحة الى شواطئ ماليزيا واندونيسيا، على ما اعلنت السلطات محذرة من وجود مهاجرين آخرين منكوبين بحرًا في وضع صعب. ويأتي ذلك بعد بدء تايلاند التي تشكل وجهة المهاجرين المعتادة حملة لوقف اعمال تهريب افراد من قبيلة الروهينغا المسلمة المغادرين الى دول مجاورة، بعد العثور على عشرات الجثث في مقابر جماعية في «معسكرات للسخرة» في جنوبتايلاند. ويخاطر الآلاف من الروهينغا المسلمين الذين لا تعترف بها بورما، والبنغلادشيين ويسلكون طرق تهريب برية وبحرية تشوبها المخاطر عبر تايلاند باتجاه ماليزيا واندونيسيا وغيرهما كل عام. وأكدت الشرطة الماليزية ان مهربي البشر انزلوا اكثر من الف مهاجر جائع في المياه الضحلة مقابل جزيرة لانغكاوي السياحية منذ الاحد. وصرح رئيس شرطة لانغكاوي جميل احمد «نعتقد ان هناك ثلاثة مراكب نقلت 1018 مهاجرًا». واضاف انه تمت مصادرة احد المراكب، لكن المركبين الاخرين ابتعدا الى عرض البحر. وصرحت كريس ليوا من مجموعة اراكان بروجكت للدفاع عن الروهينغا ان «تايلاند حاولت منع المهربين من مواصلة تجارتهم، وهذا اجبرهم على الذهاب الى مكان آخر»، مقدرًا ان الاف المهاجرين ما زالوا في البحر. وتعتبر بورما وغالبية سكانها من البوذيين ان السكان الروهينغا البالغ عددهم 800 الف شخص ليسوا سوى مهاجرين بنغلادشيين غير شرعيين، وسبق ان تعرضوا لاعمال عنف طائفية في السنوات الاخيرة ما دفع بالكثير منهم الى المغادرة. ووصلت سفن مليئة بالروهينغا قبالة سواحل اتشيه في السابق بعد ان ضلت طريقها او نفد وقودها. وصرح احد المهاجرين وصل الى ساحل اتشيه الاحد لصحافيين ان مركبهم انطلق من تايلاند الى ماليزيا. وافاد مسؤولون اندونيسيون ان الركاب خدعوا وارغموا على السباحة الى الشاطىء. وصرح دارسا المسؤول في وكالة محلية لادارة الكوارث لفرانس برس ان «أحد اللاجئين وكان يتحدث بالمالايو اخبرني ان مهربهم قال لهم: «إنهم وصلوا ماليزيا وعليهم السباحة الى الشاطئ». واضاف ان بين المهاجرين 83 امرأة احداهن حامل و41 طفلًا بعضهم دون العاشرة. وتابع ان «عددًا منهم كان منهكًا واحتاج الى علاج». وصرح جميل، مسؤول شرطة لانغكاوي ان المهاجرين ال1018 هم 555 من بنغلادش، و463 من الروهينغا وبينهم 1010 نساء و52 طفلًا، وجميعهم بصحة جيدة على ما يبدو. وتوفر ماليزيا واندونيسيا الغذاء والرعاية الصحية للمهاجرين وتعمل على تحديد وضعهم من حيث القانون. وأعلنت الاممالمتحدة عرقية الروهينغا احدى الاقليات الأكثر تعرضًا للاضطهاد. وسعت السلطات التايلاندية الى اثبات جديتها في مكافحة مهربي البشر بعد سنوات من اتهامها بغض النظر عن هذه الانشطة او حتى التواطؤ فيها. وعثر على اربعة مخيمات سرية في الادغال في جنوب منطقة سونغلا منذ نهاية الاسبوع الفائت و33 جثة متحللة بحسب الشرطة، انتشل الكثير منها من مقابر غير عميقة. واثار هذا الاكتشاف المخاوف من وجود مخيمات مشابهة في ماليزيا على طول حدودها مع تايلاند. لكن مدير عام وزارة الداخلية علوي ابراهيم اكد الاحد عدم وجود مخيمات مشابهة على اراضي ماليزيا، الامر الذي اكده ناشطو الروهينغا في البلاد.