أكدت مديرة متحف تاريخ التعليم مها بنت محمد الرميح أن مدينة الطائف تعّد مصيف الملوك، حيث اشتهرت بالقصور الملكية، وتعد مصيف الدولة الرسمي منذ عهد الملك عبدالعزيز -رحمه الله-، وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله-. وتواصل منتسبة مركز الوثائق والمحفوظات بقولها: «يعد بيت الكاتب أو قصر بيت الكاتب، أرثاً تاريخياً في مدينة الطائف إحدى مدن غرب المملكة، أسس في العام 1898، سمي ب «قصر النيابة» لأن الملك فيصل بن عبدالعزيز أل سعود كان يقيم فيه أثناء فترة الصيف، إذ بناه محمد علي عبدالواحد، الكاتب الخاص للشريف عون الرفيق فترة ولاية الأتراك العام 1315ه، ويتكون من ثلاثة أدوار بُنيت على الطراز المعماري الروماني القديم يزينه أعمدة الحجر والزخارف شبه حلزونية والتي تمتد حتى الأسطح، وقد اختير له موقع مناسب في عمق الأرض الزراعية بمنطقة السلامة خارج سور الطائف القديم، كذلك يتواجد فناء واسع يضم بستان يحوي أرضا زراعية تُزرع فيها الفواكه والخضروات. في العام 1315ه سكنه محمد عبدالواحد بعد الانتهاء من بنائه الذي استمر ثلاث سنوات، والعام 1350ه سكنه أبناء محمد علي عبدالواحد بعد ترميمه وإصلاح ما خرب منه، وشيدوا بجواره ملحقاً في الجهة الشرقية بني بالحجر والطين. أُعجب الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- بالقصر فور مشاهدته؛ فأمر أبناء محمد علي عبدالواحد تشييد دوره الثالث، وبناء ملحقات القصر من الجهة الشمالية يضم مطبخا خاصا، واتفق الملك فيصل مع أبناء محمد علي عبدالواحد على أن يستأجر القصر حتى يأتي له صيفاً؛ فوافقوا على طلبه، وسكنه ثم تعاقب عليه أبناؤه من بعده (عبدالله ومحمد وسعد وسعود وخالد وتركي) ثم ابنته سارة، واستمرت الحال لمدة تجاوزت 20 سنة، ثم انتقل الملك فيصل إلى حي آخر حيث بني فيه قصره الخاص. سكنه من بعده الأمير بندر بن محمد بن عبدالعزيز لمدة ثلاث سنوات في فترة الصيف، أيضا سكنه الأمير عبدالله الفيصل لمدة خمس سنوات، كما وقد سكنته الأميرة شيخة بنت عبدالعزيز لمدة ثلاث سنوات في فترة الصيف، ثم هُجر العام 1388ه. هجر قصر الكاتب في العام 1388ه مما استدعى المسؤولين للعمل تجاه هذا القصر، وقد اختارت دارة الملك عبدالعزيز هذا القصر ليصبح مقرا لمركز تاريخ الطائف، وبدوره وجه الملك سلمان بن عبدالعزيز -أدامه الله- لاختيار هذا القصر وهو ما جعل المسؤولين يشكلون لجنة لإعادة ترميم هذا القصر وقد تم تسليمه لشركة إسبانية قامت بترميمه وما يزال في طور الترميم.