أظهرت نتائج استطلاعات الرأي الأخيرة تقلصاً ملحوظاً في الفارق بين الرئيس ترمب ومنافسه جو بايدن، فبعد أيام من العنف والفوضى المنتشرة على هامش التظاهرات العرقية في مدينة كينوشا الواقعة بولاية ويسكانسن الأميركية، أظهرت نتائج الاستطلاعات تقدماً ملحوظاً في شعبية الرئيس ترمب وارتياحاً أميركياً للهجته الحازمة مع أعمال التخريب. وبعد شهور طويلة من تقدّم بايدن على ترمب بفارق وصل إلى أكثر من 12 نقطة، تقلّص الفارق الأسبوع الماضي إلى أقل من 5 نقاط في بعض استطلاعات الرأي، في نتائج تؤكد بأن الشعب الأميركي الذي لا يزال يصارع الجائحة الوبائية وما ترتب عليها من أزمة اقتصادية وزعزعة للاستقرار إثر التظاهرات يبحث في المقام الأول عن الأمن والاستقرار. وبدأت احتجاجات كينوشا بقيام شرطي أبيض بإطلاق النار على مواطن أميركي من أصل إفريقي أمام أبنائه الثلاثة ليصاب بجروح بالغة كادت تودي بحياته، ما أدى إلى انتشار حالة من الغضب في كينوشا تحوّلت الى اشتباكات ليلية بلغت ذروتها عندما قام شاب أبيض يبلغ من العمر 17 عامًا باطلاق النار على ثلاثة متظاهرين سود، قالت مصادر في الشرطة إن أحدهم كان يحمل سكيناً ويستعد لمهاجمة الشاب الأبيض. ويواجه الحزب الديموقراطي تحدياً جديداً إثر التظاهرات المناهضة للعنصرية، فحالة الشغب وتخريب الممتلكات وعمليات النهب والحرق التي تنتشر على هامش تظاهرات جماعة «حياة السود تهم» باتت هاجساً يقلق كل الأميركيين وليس فقط الجمهوريين، فعلى هامش الاحتجاجات تم الاعتداء على نصب يذكّر بمذابح الأرمن على يد الدولة العثمانية في ولاية كولورادو الشهر الماضي، كما تعرّضت محال تجارية لعرب ومسلمين في نيويورك وشيكاغو إلى النهب والتخريب، وخرج عدد من الأفارقة الأميركيين معربين عن أسفهم بسبب نهب وتخريب البنى الاقتصادية في مجتمعاتهم على يد أشخاص مشاركين في تجمعات «حياة السود تهم». وبينما حاول الديمقراطيون تجنّب انتقاد المتظاهرين مؤكدين سلمية المظاهرات خوفاً من مهاجمة تجمعات «حياة السود تهم» والمطالب المحقة بارساء العدالة الاجتماعية، أظهرت استطلاعات الرأي خشية الأميركيين من التساهل مع أعمال الشغب حيث يميل الأميركيون إلى تأييد الموقف الحازم للرئيس ترمب الذي كرر انتقاده الشديد لأعمال العنف والتخريب في وقت كان يدعو فيه بعض الديموقراطيين إلى حلول راديكالية تصل إلى حل جهاز الشرطة. وتجدّدت أعمال الشغب المرافقة للتظاهرات يوم السبت في مدينة بورتلاند في ولاية أوريغون في شمال غرب الولاياتالمتحدة التي تستمر فيها التظاهرات منذ مقتل المواطن الأميركي من أصول أفريقية جورج فلويد اختناقاً تحت ركبة شرطي أبيض، وأعلنت الشرطة المحلّية في تغريدة اندلاع أعمال «عنف بين متظاهرين ومتظاهرين مضادّين»، مشيرةً إلى أنّ «الشرطة تدخّلت وأقدمت على عمليات اعتقال في بعض الحالات» وبعد التغيّر الكبير في نتائج استطلاعات الرأي الأخيرة التي أظهرت ارتفاعاً في شعبية الرئيس ترمب، أعلن جو بايدن صباح يوم الأحد عن إدانته لأعمال الشغب والعنف مؤكداً أنه سيدين العنف والشغب بكل أنواعه سواء كان من اليسار أو اليمين. وأشارت صحيفة «ذا هيل» الأميركية إلى أن تقليص ترمب للفارق بينه وبين بايدن في استطلاعات الرأي في ولايات مهمة فاز ترمب بسببها في انتخابات ال2016، هو مؤشر جديد يؤكد أن السباق متقارب جداً ولم يعد بايدن يضمن الفوز كما كان الحال قبل أشهر، ففي ميشيغان وبنسلفانيا ويسكونسن التي هي ولايات ديموقراطية في العادة، وفاز فيها الرئيس ترمب، بدأ الرأي العام يعلن عن ارتياحه لرسالة ترمب الحازمة فيما يتعلّق بأعمال الشعب ومحاولات زعزعة أمن المدن من قبل مشاركين في الاحتجاجات.