اتّهم المرشح الديموقراطي إلى الانتخابات الرئاسية الأميركية جو بايدن، الرئيس الجمهوري دونالد ترمب، بتحويل الولايات المتّحدة إلى ساحة معركة، بقصد الفوز بولاية ثانية في الانتخابات المقرّرة في نوفمبر المقبل، واعداً بفعل كل ما بوسعه لمعالجة الجروح العنصرية. وقال نائب الرئيس السابق في خطاب في فيلادلفيا، الثلاثاء «الثاني من يونيو 2020م»: «ن مقتل جورج فلويد، المواطن الأسود الذي قضى عن 46 عاماً اختناقاً تحت ركبة شرطي أبيض في مينيابوليس قبل أسبوع، كان بمثابة “صدمة لبلادنا، لنا جميعا”. وهذه المرة الأولى منذ منتضف مارس التي يخاطر فيها بايدن (77 عاماً) بالسفر إلى مكان خارج ولايته ديلاوير التي عزل نفسه فيها بسبب جائحة كوفيد-19، وبعدما كان المرشّح الديموقراطي غائباً عن وسائل الإعلام التي ركّزت في الآونة الأخيرة تغطيتها على فيروس كورونا المستجدّ وطريقة تعامل ترمب مع الأزمة الصحية، ضاعف بايدن تصريحاته ولقاءاته بعد مقتل الرجل الأسود الأعزل اختناقاً، في حادث اشعل تظاهرات واحتجاجات تخللتها أعمال عنف وتخريب في جميع أنحاء الولاياتالمتحدة. ودان بايدن، مراراً مقتل فلويد و”العنصرية المؤسسية” التي تعيشها الولاياتالمتحدة، لكنّه دعا أيضاً إلى الهدوء مندّداً بأعمال العنف. وفي خطابه الثلاثاء اتّهم النائب السابق لباراك أوباما، أول رئيس أسود في تاريخ الولاياتالمتحدة، الرئيس دونالد ترامب، بأنّه قلق حيال إعادة إنتخابه اكثر من قلقه على جمع شمل البلاد. وقال بايدن إنّ ترمب “حوّل هذا البلد إلى ساحة معركة تقسّمها مشاعر الاستياء القديمة ومشاعر الخوف الحديثة”. وأضاف أنّ الملياردير الجمهوري “يعتقد أنّ الانقسام يساعده” في الفوز في الانتخابات المقررة في الثالث من نوفمبر والتي يظهر فيها المرشح الديموقراطي متقدّماً على الرئيس في آخر استطلاعات الرأي. وندّد بايدن باستخدام الشرطة القوة لتفريق “متظاهرين سلميين” أمام البيت الأبيض من أجل السماح لترامب بالانتقال إلى كنيسة مجاورة سيراً بقصد التقاط صورة أمامها لا غير. وقال “عندما يتم إبعاد متظاهرين سلميين بأمر من رئيس البيت الأبيض الذي هو بيت الشعب باستخدام القنابل المسيلة للدموع والقنابل الصوتية لينظم عملية إعلامية أمام كنيسة عريقة، فانّ تصرفاً كهذا يدفعنا إلى الاعتقاد بأن الرئيس أكثر حرصاً على السلطة منه على المبادئ، وأنّه أكثر اهتماما بأهواء قاعدته الانتخابية منه بحاجات الذين يفترض أن يهتم بهم”. وأضاف “لكني أعدكم بهذا: لن أستغلّ مشاعر الخوف والانقسام، ولن اؤجّج مشاعر الحقد. سأحاول تضميد جراح العنصرية التي لطالما تأصّلت في هذا البلد ولن أسعى لاستغلالها لمنافع سياسية”، وتابع “لا يمكننا أن نكون سذّجاً. كنت أتمنى أن أقول إنّ الكراهية بدأت مع دونالد ترامب، وستختفي معه، لكن الحال ليست كذلك، هذا لن يحدث، التاريخ الأميركي ليس قصة خرافية تنتهي نهاية سعيدة مضمونة”. وشدّد بايدن على أنّ “الوقت حان لكي يعالج بلدنا العنصرية المؤسّسية”، مناشداً الكونغرس التحرّك بدءاً من هذا الشهر للقيام “بإصلاح حقيقي للشرطة”.