إشارة إلى ما سبق أن كتبه أخي يوسف القبلان بصحيفة الجزيرة بتاريخ 20 ذوالقعدة 1441ه، عن معالي الأستاذ عبدالله النعيم - وفقه الله - وما تطرق فيه إلى كتاب معاليه المعنون ب(توقيعي) وقال عنه القبلان: إن للنعيم نمطه الإداري الخاص يهمه الإنجاز وأن كتابه ينبئ عن تجربة طويلة حافلة بالتحديات والإنجاوات في أجهزة متعددة.. الخ، معاليه من أبناء مدينة عنيزة الأفذاذ وقد شغل منصب مدير معهد المعلمين الابتدائي وهو أول معهد افتتح بالرياض لتخريج معلمي المرحلة الابتدائية بمعنى لتوطين معلمي لتلك المرحلة الابتدائية وذلك بتاريخ 1377ه، ومن ثم تولى تعليم منطقة الرياض عام 1962 - 1382ه، فأمينا عاما لجامعة الملك سعود، وأخيرا عُين أميناً لأمانة مدينة الرياض عام 1396 إلى عام 1411 ه. وتلك من أبرز لمناصب الإدارية التي تولاها ومن هنا أقول إن معاليه حينما تولى إدارة معهد المعلمين كنت أحد طلابه وكان لي موقف معه حينما تقدمت للانضمام إلى المعهد وقبل ذلك كنت قد أنهيت أولى متوسط وكنا نحصل على مكافأة 150 ريالا شهريا خلال سنتنا الأولى بالمتوسط، وعند بداية الدراسة في الصف الثاني أشعرنا بأن ليس هناك مكافأة وحينها علمت بافتتاح معهد المعلمين ويصرف للطالب 150 ريالا شهريا أثناء الدراسة ولسوء ظروفي المالية تخليت عن مواصلة الدراسة بالمتوسط والتحقت بالمعهد وأثناء تقدمي لمعاليه لتسجيلي بالمعهد وسؤاله أين كنت تدرس سابقا فأخبرته فنصحني بمواصلة الدراسة بالمتوسط لكونها أفضل مستقبلا فتحدثت له عن ظروفي المالية بأن ليس لدي من ينفق علي فأتم التسجيل وواصلت الدراسة حتى حصلت على شهادة كفاءة معهد المعلمين في شهر ذي القعدة 1379ه، وخلال الدراسة بالمعهد رأيته الأب الحنون والأخ الكبير والمدير الفذ وذلك من خلال محاضراته التي نسمعها أحيانا أثناء إحدى الحصص حينما ينتابه أمر فلا تسمع سوى صوته يجلجل داخل الفصل وكأنه يقول (جاك الذيب جاك وليده) أنتم معلمي أجيال المستقبل أنتم ستكونون أول دفعة من خريجي هذا المعهد لتحلو مكان الوافدين أنتم وأنتم وأنتم (فيرقينا أعلى النخيل) وثم يهبط بنا إلى دافع المحاضرة فلا تفعلوا كذا ولا كذا بل افعلوا كذا وكذا، فأنتم ستكونون قدوة لأبناء المستقبل، وأخيرا يخرج من الفصل وكأنه رجل زائر، الله ما أكرمك يا عبدالله، سبحان من وهبك حسن الإلقاء وسعة الصدر وألهمك حسن اختيار موضوع الحديث وحسن ختامه، فنعم الرجل أنت وأنعم بك من إنسان خلوق، وبخٍ بك من مربٍ كبير، ومن ثم تنتهي المحاضرة بالكلام اللين اللطيف والوعود المبشرة بالخير بالمستقبل الزاهر وفي ربيع الثاني 1380ه تخرجنا كأولى دفعة تتولى التعليم بالصفوف الابتدائية بمدينة الرياض وعينت مدرسا بمدرسة الملز الابتدائية وقد رافقت معاليه حينما تقلد منصب مدير التعليم بالرياض عام 1382ه، وزرته بمكتبه في إدارة التعليم لأداء السلام عليه بعد مضي سنتان ونصف من وداعه متخرجا من المعهد ومعقبا على معاملة تخصني فإذا هو عبدالله النعيم ذو الأخلاق العالية والإدارة الناجحة، ومعاليه لا يتغاضى عن الخطأ ولا يرضى بالتأخير والمماطلة أو التسويف بالعمل وكما يقول المثل (حار بحار) وفقك الله أستاذي عبدالله، وأمد بعمرك على عمل صالح وأكثر من أمثالك فهم قلة.