يحتاج الهلال 50 % من نقاط مبارياته المتبقية ليتوج بطلا لدوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين؛ ف»الزعيم» الذي يعتلي الصدارة بفارق تسع نقاط عن منافسه النصر يحتاج نفس الرقم ليتوج نفسه بالذهب دون النظر لمواجهات ومساعدة صديق، وهذا الرقم كبير وصعب جدا في ظل تقارب المستويات وصراع البقاء والابتعاد عن شبح الهبوط، ولن يكون طريق الهلال نحو اللقب مفروشا بالورود؛ فالفرق الستة التي ستلعب أمام المتصدر ستؤدي أمامه بنظام مواجهات الكؤوس، وهذا حقها المشروع فمن يريد الذهب عليه أن ينتصر على الجميع ولا يحتاج إلى أحد. المنطق يقول إن لقب الدوري لايزال في الملعب حتى الآن، والهلال لم يقطع من هذا المشوار إلا 60 % فقط، والفرصة كبيرة أمام النصر للتويج بالذهب فتسع نقاط من 18 نقطة فيها من الصعوبة الشىء الكثير خصوصا عندما تكون هذه المواجهات أمام فرق تصارع من أجل البقاء، وأخرى تقاتل بحثا عن المشاركة في البطولة الآسيوية. من الطبيعي جدا أن يظهر الهلال أمام الفتح بمستوى فني أقل من المطلوب؛ ففي مثل هذا المواجهات تكون النتيجة هي الأهم، ولكن ليس من المعقول أن تكون القتالية عند عدد من لاعبيه دون المستوى، الفريق ظهر وكأنه يلعب وهو في مراكز الوسط، ولا يبحث عن اللقب، ويدافع عن صدارته، وكاد أن يخسر ثلاث نقاط ربما تكون هي قاصمة الظهر في «سيناريو» ضياع اللقب الكبير. الجهاز الفني عليه أن يدرك أن حسم الدوري باكرا سيبعد الفريق عن الضغط والإصابات والإرهاق، ويتيح له الفرصة الكاملة للاستعداد لباقي المواجهات الآسيوية التي لا يفصلها عن آخر مواجهة أمام الشباب سوى خمسة أيام فقط، والفوز في مواجهات العدالة والأهلي والفيصلي سيخفف الضغط على اللاعبين ويمنح رازفان فرصة للتدوير الكامل. لاعبو الهلال إذا ما أرادوا الإنجاز فعليهم أن يعوا جيدا أن البطولات ومنصات التتويج لن يحققها إلا رجال يقاتلون من أجل شعارهم وجماهيرهم كما فعلوا في النهائي القاري ومونديال كأس العالم، ويلعبون كل مباراة وكأنها مباراة خروج المغلوب؛ فالمنافسة شرسة جدا والجميع سيلعب أمام كبير آسيا «الزعيم العالمي» وهو يبحث عن الثلاث نقاط لا غير، وسيبحث عنها بجميع الطرق، وهذا حق مشروع له. لاعبو الهلال لا بد أن يدركوا أيضا أن راية إدارة النادي بيضاء فقد قامت بعملها على أكمل وجه، وأن الكرة الآن في ملعبهم، واللقب لقبهم والإنجاز سيجير بأسمائهم.