ودع الفريق الأول لكرة القدم بنادي الهلال دوري أبطال آسيا بهدوء عقب تتويجه بأقوى دوري سعودي، وعاش الأفراح مع جماهيره قبل المباراة الوداعية أمام الاستقلال الإيراني بثلاثة أيام، لم تكن كافية للراحة وهو ما أجبر مدربه الأرجنيتني خوان براون اللعب بطريقة «الجود من الموجود» نظراً للإرهاق الذي لازم نجوم الفريق وهم يلعبون مواجهة الدوري الختامية والمهمة أمام الفتح، ومع كل هذه الظروف الصعبة حضر كبرياء الزعيم بنتيجة 1 – صفر، كان بإمكان مهاجمه مختار فلاته التعويض وتسجيل هدف التعادل لولا تسرعه وضعف تركيزه في الفرص التي أتيحت له. الهلال وصيف بطل القارة ودع النسخة الحالية باكراً من دوري المجموعات، وكان واضحاً أنه أمام المجازفة بخيارين، إما الاستمرار في «الآسيوية» أو المحافظة على صدارته للدوري وتحقيق اللقب للموسم الثاني على التوالي، وهذا ما حصل للفريق البطل الذي زفته جماهيره لمنصة الذهب في محيط الرعب الخميس الماضي. الخروج من بطولة الأندية الآسيوية فيه العديد من الدروس التي على إدارة الهلال الجديدة بقيادة سامي الجابر الاستفادة منها بجانب بعض الأخطاء التي حدثت للفريق في الدوري، والتي كادت أن تفقده لقباً في متناول يديه لولا توفيق الله، ثم إصرار وعزيمة نجومه ومن خلفهم المدرج الكبير والفخم كما وصفه سامي الجابر الذي ستكون أمامه مهام عديدة ومن حسن الحظ أنه يجمع بين الخبرة الفنية والإدارية، لذلك لن يختار إلا جهازاً فنياً عالمياً على مستوى عالي يعمل معه على غربلة العناصر المحلية والأجنبية خصوصاً اختيار عناصر أجنبية مميزة ووفق احتياجاته في مراكز عدة بدءاً بمركز قلب الدفاع، مروراً بصناعة اللعب في الوسط وانتهاءً بمركز رأس الحربة في الهجوم وهو المركز الذي لم يوفق في الاختيار له رؤساء الهلال السابقين وبسبب ذلك ضاعت على الهلال ألقاب عدة كان بإمكانه حسمها. ويحتاج أيضا أن يكون لديه دكة بدلاء قوية ومن شاهد أداء المدافعين ياسر الشهراني ومحمد البريك يدرك أن مركز الظهيرين يحتاج لدعم وتجديد لا أن يبقى أسير لاعبين اثنين فقط، مرة في القمة ومرة في القاع وألا يكون حكراً عليهما حتى وإن اجتهدا في بعض المباريات وكانا مركز ازعاج وخطر على الفرق الأخرى في فريق يعتمد أداؤه باللعب على أطراف الملعب. عموماً دوري 2017 – 2018 انتهى كما أراده عشاق الهلال، على الرغم من الظروف المعقدة التي عاشها فريقهم ما بين البطولة المحلية طويلة النفس ودوري القارة، والأخطاء الفنية وسوء أداء بعض اللاعبين، وهذا يفترض ألا يحدث في فريق لديه إمكانات عالية وجماهير تقف خلفه وأعضاء شرف لا يبخلون عليه بالدعم، ورياضة وطن دائماً ما تعلق عليه الحضور المشرف خارجياً، وتكرار تفوقه آسيوياً والاستمرار زعيماً لأكبر القارات.