انسحب صندوق الاستثمارات العامة السعودي من صفقة شراء نادي نيوكاسل يونايتد الإنجليزي بعد مماطلة من رابطة دوري المحترفين الإنجليزي استمرت لعدة أشهر دون أسباب منطقية. وغردت في «تويتر» برأيي الخاص عن هذا الانسحاب مؤيداً الخطوة التي اتخذها الصندوق السعودي لأن نظرتهم استثمارية بحتة والتوقيت من العوامل الأساسية في اتخاذ أي قرار استثماري، وبعد أن مضى أكثر من أربعة أشهر على انتظار الصندوق لاستكمال إجراءات البيع، يحدث تأخير غير مبرر وهذا جعل الصندوق يعيد حساباته لأن الوقت لن يخدمه في تطبيق الاستراتيجية التشغيلية التي تلي التوقيع، حيث إن التأخير يعني ضياع موسم رياضي يمكن أن يكون مميزا في حال بدأ العمل مبكراً على التعاقدات، لكن هذا التأخير سيقود لانتهاء فترة التسجيل دون تعاقدات نوعية وهذا مؤثر جداً على أي مستثمر يطمح لبناء فريق بطل يساعد على رفع قيمة النادي السوقية. وقد أعتقد كثير من المتابعين أنني بتأييدي للصندوق أقلل من أهمية الصفقة أو غير مؤيد لها، وهذا غير صحيح فأنا كنت ومازلت مؤيداً لشراء أي ناد في البريميرليج ليقيني بأن هناك فوائد جمة للصندوق ولنا كبلد، بل إنني كتبت أكثر من مقال أطالب بالاستثمار في الأندية الإنجليزية لما سنجنيه كسعوديين من فوائد متعددة تجارياً واقتصادياً ورياضياً وحتى سياسياً. لكنني في نفس الوقت لست مؤيداً للانتظار تحت رحمة الرابطة الإنجليزية ذات الأجندة المفضوحة، والتي ماطلت كثيراً بحثاً عن مكاسب أخرى من أطراف ليس لهم علاقة بالصفقة وهذا أمر سلبي وغير متوقع، لذا أيدت الانسحاب وتوجيه البوصلة لوجهة أخرى. فالصندوق في النهاية جهة مستثمرة تملك الفكر والمال، ونادي نيوكاسل يحتاج المال لينافس ويعود كفريق بطل، كما أن مدينة نيوكاسل تحتاج لحراك رياضي كبير يساهم في انتعاش المدينة اقتصادياً عبر مستثمر جديد سيحضر ويحضر معه كثيراً من الفرص التجارية التي ستضيف كثيراً من الفوائد لمدينة نيوكاسل. كذلك الرابطة الإنجليزية ستحصل على فرص كثيرة تساهم في تعظيم إيرادات الدوري الإنجليزي، فالصندوق السعودي يملك أسهم في عدد من الشركات العالمية التي، بمجرد شراء الصندوق لنادي نيوكاسل، ستوجه بوصلتها للاستثمار في الدوري الإنجليزي عبر الرعايات وغيرها. نختم بأن كل ما ذكر في هذا المقال هو شرح موجز لتغريداتي التي ذكرت فيها بأن الإنجليز سيندمون على التفريط بصندوق الاستثمارات السعودي الذي كان سيشكل إضافة كبيرة للرياضة الإنجليزية عامة ومدينة نيوكاسل على وجه الخصوص، لذا أكرر بأنهم فعلاً سيندمون على هذا التفريط.