تطويق العاصمة المقدسة ومراكز للضبط وتمركز في الجبال والأودية لمنع المخالفين حج آمن وصحي، هذا هو حال الحج لهذا العام الذي كان استثنائياً في كل شيء، أقيم بعدد محدود بسبب فيروس كورونا، وكان لتظافر الجهود دور في نجاحه باهتمام بالغ من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، وبمتابعة وإشراف من قبل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، وصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية. فقد نجحت الجهود الكبيرة التي بذلت من كافة قطاعات الدولة المشاركة في خدمة ضيوف الرحمن في أن ينعموا بفضل من الله، بحج آمن، مكنهم من أداء مناسكهم بيسر وسهولة، حيث بين المتحدث الأمني لوزارة الداخلية المقدم طلال الشلهوب وبشكل يومي من خلال الإيجاز الذي يُبث اعلامياً، أن الجهود الأمنية أسهمت ولله الحمد في تسهيل تنقلات الحجاج، وكذلك في تنظيم تحركاتهم وأداء مناسكهم بكل يسر وسهولة، إضافة إلى تأمين منطقة المشاعر المقدسة من عدم وصول غير المصرح لهم. هذا وطبقت الجهات الأمنية جميع البروتوكولات الصحية والتدابير الوقائية، ووضعت طوقاً أمنياً شاملاً على المشاعر المقدسة، حيث لم يسمح إطلاقا بالدخول إلى المشاعر المقدسة إلا من لديه تصريح نظامي صادر من الجهات المختصة ووفق الأعداد المحددة، كما وضعت الجهات الأمنية أيضاً طوقاً على الحجاج في مواقعهم بالمشاعر المقدسة وكذلك على تنقلاتهم حفاظا على سلامتهم والقائمين على خدمتهم، أيضا أسهم رجال الأمن في تنظيم الحج من خلال الخطط التي وضعتها وزارة الداخلية وطبقتها الجهات الأمنية على أرض الميدان، فطوقت محيط العاصمة المقدسة (الطوق الخارجي)، لمنع تسلل الحجاج غير النظاميين عبر الأودية والمنافذ الترابية والطرق غير الرسمية، وإغلاق ومنع التسلل من الجهة الشرقية لمشعر عرفات، كما كثف رجال الأمن الدوريات على جميع الطرق بمكةالمكرمة والطرق الرابطة بين مكةالمكرمة والطائف وجدة ومداخل مكةالمكرمة، ووضعت مراكز للضبط الأمني على مداخل مكةالمكرمة "الشميسي، والحديبية، والكر، والتنعيم، وصبوحة، والكعكية" كما شكلت مراكز للضبط الأمني المؤقتة والتي تشكّل طوقا أمنيا على مكةالمكرمة تتولى منع مَن تسول له نفسه أداء فريضة الحج دون تصريح، ووضعت قيادة أمن الحج قوة للتدخل السريع لفرض النظام والسيطرة على كل ما يؤثر على أمن الحجاج والمواطنين والمقيمين. كما قامت قيادة أمن الحج بتهيئة الطرق داخل المشاعر المقدسة لحركة التصعيد والنفرة،، وذلك من خلال تحرك الحجيج في المنطقة المركزية لطواف الإضافة والتحرك إلى منطقة منى لقضاء يوم التروية، ثم التصعيد إلى مشعر عرفات، ثم إلى مزدلفة وحتى الوصول إلى جسر الجمرات، فيما بذلت الدوريات ورجال المرور جهوداً في تنظيم الحركة المرورية داخل المشاعر وكذلك في الأحياء القريبة من المشاعر بحيث لا تتأثر من إغلاق بعض المداخل لتنظيم الحركة المرورية التي تسهل من تنقلات مواكب الحجاج داخل المشاعر. القوات الخاصة لأمن الحج والعمرة كانت مسؤوليتها عظيمة وكبيرة حيث وفرت أعلى درجات الأمن والأمان بالمسجد الحرام، من خلال الدور الأمني والمراقبة الأمنية لجميع أروقة المسجد الحرام بكافة أدواره المتكررة، والمتابعة الأمنية الدقيقة على أرض الميدان في المسجد الحرام أو عن طريق المراقبة التلفزيونية المعدة والمجهزة تجهيزاً عالياً، وبكوادر بشرية من رجال الأمن المقتدرين والمدربين على المتابعة طوال ال24 ساعة، حيث أسهمت مع بقية الجهات في تطبيق الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية، من خلال التباعد بين الحجاج في ساحات الحرم. كما أسهم مركز القيادة والسيطرة في توثق مسرح العمليات في المشاعر المقدسة والحرم المكي ب6250 كاميرا لتقديم صورة واضحة ودقيقة للعاملين في الميدان للتعامل مع أي حدث كان جنائي أو مروري أو مشاة أو إنساني أو خدمي وتقديم المساعدات بشكل فوري وسريع، إضافة إلى قيام مركز القيادة بأدوار تنسيقية مختلفة من خلال تواصله مع جميع الجهات الأمنية والعسكرية والوزارات والهيئات الحكومية والأهلية، حيث يحوي المركز على أحدث التقنيات المتطورة، ووحدات المراقبة التلفزيونية، ومسرح العمليات، والإحصاء والتقارير، والخطط الحديثة، وإدارة البلاغات المنسجمة مع تطبيقات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ويديره كوادر بشرية مؤهلة، لمتابعة تنفيذ الخطط الأمنية والخدمية والإنسانية. وكانت قيادة قوات أمن الحج، قد بينت أنه نتيجة للمتابعة الأمنية فقد تم رصد بعض مخالفي تعليمات منع الدخول إلى المسجد الحرام والمشاعر المقدسة بلا تصريح، فقد تم ضبط (2050) مخالفاً لتعليمات الدخول للمشاعر المقدسة، وجرى اتخاذ الإجراءات النظامية بحقهم. أيضا أصدرت المديرية العامة للجوازات 7 قرارات إدارية بحق ناقلي حجاجٍ غير مصرح لهم بالحج، شملت عقوبات مالية بلغت 170 ألف ريال وسجن لمدد مجموعها 105 أيام بحقهم، وطلب مصادرة عدد (3) مركبات استخدمت في نقل الأشخاص المتجهين لأداء فريضة الحج دون تصريح، كما بلغ عدد الركاب المنقولين الذين لا يحملون تصاريح حج نظامية (17) مخالفاً، وبلغ عدد الوافدين المستحقين لعقوبة الترحيل (2) مخالفين، فيما بلغ عدد الناقلين والمساهمين المخالفين المدانين (7) مخالفين شُهر بهم. نجاح الخطة المرورية