كان المشهد كافياً ليعرف السعوديون مدى حبهم وإخلاصهم لمليكهم، فمنذ اللحظة الأولى حين علموا بدخوله المستشفى لإجراء بعض الفحوصات الطبية، إلا ولهجوا بالدعاء لأن يحفظه ويتم عليه الشفاء، ويلبسه ثوب العافية. ليس ملكاً يحكم شعبًا، بل أب حريص على مصلحة أبنائه، يعيش حياته منقطعًا انقطاعًا كاملا لخدمة وطنه، مخلصًا له إخلاصًا شاملًا يفوق التصور، يبذل وقته وجهده ومشاعره وأحاسيسه من أجل رفعته ورفعة أبنائه، غيور على أمته يناضل ويكافح عنها، يشعر بآلامهم وأحزانهم وأفراحهم ويشاركهم فيها. عرفناك يا والدي ومولاي خادم الحرمين الشريفين إنسانًا، قبل أن نعرفك ملكًا، عرفناك شجاعًا مقدامًا، منصفًا حريصًا على شعبك وأمتك. عرفناك صاحب القلب الكبير، والصوت الضارع الخاشع المبتهل لربه تعالى، المعظم لحرمات الله، وعرفناك أيضاً في الوقت ذاته شديد القوة في الحق، طود شامخ، وجبل أشم لا يلين ولا يتراجع عن قضايا أمته، منافحا عن الدين، لا تخشى في الله لومة لائم. ووسط هذه المشاعر الفياضة والأحاسيس المتدفقة من جانب المواطنين، عرفت الدنيا بأسرها مدى تعلق السعوديين بقائدهم وزعيمهم ومليكهم، عرفت الدنيا أن الحب والتقدير نابع من تلك القلوب اعترافًا منها بمدى الجهد والعمل الذي يبذله خادم الحرمين الشريفين ليلا ونهارًا من أجل تقدم ورقي هذا الوطن. لذا لم يتفاجؤوا بترأس لاجتماع مجلس الوزراء وهو في المستشفى، بينما تفاجأ العالم من هذا الفعل. لم يتفاجأ أبناؤه المواطنون لأنهم يعلمون أن أباهم ومليكهم شديد الحرص على متابعة كل شيء بنفسه دقيقه وجليله، بينما تفاجأ العالم. لم يتفاجأ أبناؤه لأنهم يعلمون أن والدهم منذ أكثر من سبعين عامًا، وهو معني بخدمة أمته وهمومها. بينما تفاجأ العالم. وأمام هذا الحدث تسابق جميع زعماء العالم للاطمئنان على صحة والدنا، والدعاء له بالشفاء العاجل. وأن يواصل مسيرة البناء والتنمية التي غيّرت وستغير وضع المملكة ومكانتها، من دولة قوية إلى دولة أقوى وأكثر تأثيرًا في العالم. دولة تمثل رقما صعبا في الاقتصاد الدولي، دولة ترسم السياسة النفطية الدولية بكل سهولة ويسر، دولة نوعت في اقتصادها الذي ظل لفترات طويلة مرهوناً بالنفط، دولة تمثل رقما صعبا في السياسة الدولية ليس على الصعيد العربي والإسلامي فقط، بل وعلى الصعيد الدولي أيضًا. دولة الحزم التي تسكت كل الأصوات الخائنة والمتربصة. دولة فتحت أبوابها على مصراعيه أمام شبابها الطموح ليتولى المناصب القيادية. وبعد هذا يتساءلون عن أسباب هذا الحب الجارف من السعوديين لمليكهم؟ لقد عاشت المملكة وستظل دائمًا على هذا الحب والإخلاص المتبادل بين الشعب والقيادة، حب وإخلاص وعمل وجهد يُبذل من أجل مصلحة هذا الوطن. ومن وراء كل ذلك يقف سيدي سمو ولي العهد الأمين راعيًا لمصالح أمته، مخلصًا لمليكه وشعبه، راسمًا الخطط المرحلية والمستقبلية لعز ورفعة هذا الوطن من خلال رؤية 2030. حفظ الله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وأتم عليه شفاء لا يغادر سقمًا، وحفظ الله مملكتنا من كل سوء، وحفظ شعبنا من كل مكروه.