هل تحاول القفز فوق كل شيء بارد، زمن بطيء، مكان خالٍ من البشر، شخص متردد حتى إنه ليخالجك شعور أنك تود تجاوزه وتمضي مسرعاً، كيف هي ذاتك وصراعاتك؛ هل تديرها بشكل جيد، وهل لديك تكنيك لإدارة الصراع بين رغباتك وعقلك وطموحك وبيئة العمل والمصادمات الفاضلة مع المجتمع، وإذا كان لديك المهارة والخبرة في إدارة الصراع هل تعلّم أبناءك كيف يديرون صراعاتهم مع الحياة بشكل إيجابي؟ تعانق سطور كلماتي مساحات فضفاضة للتفكير والتوقع والتجربة وتساؤل يرمي بي للبعيد وينكفئ على نفسه، هل إدارة الصراعات الذاتية تحتاج أن نتعلمها في المدارس والجامعات أم أنها نتيجة لتجارب وخبرات كثيرة -تجارب الآباء والأمهات- تؤهلك في النهاية للخوض في الصراعات التي تهمك دون خوف وبكل شجاعة؟ في الواقع أن الصراع يقود للتغيير؛ تغير السلوك والوعي والأخلاق أيضاً، نعم الأخلاق، فبعض الصراعات تكون فاضلة ومليئة بالأخلاق، الحِكم المواقف الخذلان والنصر كلها تجربها عندما تخوض صراعاً، والصراعات أياً كان نوعها سلبية أم إيجابية بعضها يحتاج لموقف أو شخص أو قضية معينة من أجل أن يشعل شرارة صراعك الذي قد يمسّ شغفك للاكتشاف والتحليل والاستنتاج فهناك من يحمل روحاً تواقة لا تستسلم، ولكن هل تعيش فعلاً بصراعاتك؟ وكيف يمكن أن تحمل ثقل مشاعرك وصراعاتك معك أياً كان نوعها، فالعديد من الناس يرغبون في الوصول للسلام الروحي، ويحاولون التعامل مع ما حولهم بالعاطفة المتأججة بمعنى الحماس وهذا الحماس لا يأتي إلا بالصدق مع النفس والإيمان بما ترغب، فالصدق بجعلنا نرى الأشياء بألوانها الطبيعية، وطبيعة الحياة التي يستلزم تقبلها بصراعات مختلفة، لأن بعض الأشياء لا تنتهي إلا وتبدأ من جديد، فمسيرة الحياة ليست بهذه البساطة، ففي صدر الوقت القاحل نتعب ونغذّ السير للحاق بمشوارنا وإكماله في الحياة، وتتحول الأمنيات إلى واجب يومي نظل متعلقين بها مثل الجذور التي تبوح للريح بسر التربة، هذا هو الإنسان يعيش صراعات تحوطه من كل جانب لذلك صعب الحكم على أي شخص دون النظر لظروفه وصراعاته، فكل إنسان يعيش في دوامة دوائره التي لا تنتهي إلا وتخلق دائرة أخرى، لذلك طالما نحن مستمرون بالعيش لماذا لا تكون صراعاتنا فاضلة؟