شرعت مجموعات من المستوطنين، أمس الثلاثاء، في نصب خيام فوق أراض بملكية خاصة للفلسطينيين في الضفة الغربية ومنطقة الأغوار، وذلك تمهيدا لوضع اليد عليها ومصادرتها، علما أن هذه الأراضي تقع بتخوم الكتل الاستيطانية. ونصب مستوطنون خيمة استيطانية في منطقة قريبة من خربة الفارسية احمير شرق محافظة طوباس، وخيمة في أراضي بلدة بتير غرب بيت لحم. وأفاد مزارعون أن المستوطنين يهدفون لإغلاق مئات الدونمات أمام الفلسطينيين وخاصة الأراضي التي أقيمت عليها الخيم. وفي ذات السياق، أفاد حقوقيون في الأغوار أن طواقم إسرائيلية تعمل على تمديدات سطحية وأرضية دون معرفة الأسباب. وتتعرض عدة مناطق في الضفة الغربية وخاصة في الأغوار والقرى المحاذية للمستوطنات لهجمة متواصلة، بهدف مصادرة مزيد من الأراضي وشق طريق استيطانية وتهجير السكان. وحسب وسائل إعلام إسرائيلية فإن خطة الضم ستحول 43 قرية يعيش فيها أكثر من 110 آلاف فلسطيني (غالبيتهم في غور الأردن) إلى جيوب معزولة ومحاصرة من كافة الجهات بجدار الفصل العنصري. بدوره، حذر الباحث في قضايا الأغوار والمختص في الاستيطان عارف دراغمة، من خطورة مشروع الضم على ما تبقى من أراضي فلسطينية وخاصة في منطقة الأغوار. وأوضح دراغمة أن الخطة ستقضي على 46 ألف دونم من الحدود مع الأردن تضاف إلى 400 ألف دونم يسيطر عليها الاحتلال في الأغوار بذريعة استخدامها مناطق عسكرية مغلقة. وأشار دراغمة إلى أن 80 % من أراضي الأغوار باتت تحت سيطرة الاحتلال وسيؤدي مشروع الضم لإغلاقها ببوابات من الجهات الشمالية الشرقية والجنوبية. من جانبه، قال رئيس بلدية بتير تيسير قطوش، إن مجموعة من المستوطنين اقتحمت منطقة "الخمار" شرق البلدة ونصبت خيمة فيها. وأشار قطوش إلى إن هذه هي المرة الثانية التي ينصب فيها المستوطنون خيمتهم في هذا الموقع في غضون أقل من أسبوع، مشيرا إلى أن مواطنين من البلدة كان تصدوا لهم يوم الجمعة الماضي، بعد نصبهم لخيمة في نفس الأرض وأحاطوها بأسلاك، قبل أن يتم طردهم. وأوضح قطوش أن منطقة "الخمار" واحدة من المناطق المستهدفة وتتعرض لاعتداءات متكررة من المستوطنين، حيث سبق وأن شقوا عام 2018 طريقا استيطانية فيها ونصبوا خيمة، مؤكدا أن المنطقة تعد متنفس البلدة الوحيد من حيث التوسع العمراني. وفي سلفيت يوجد 18 تجمعا فلسطينيا مقابل 24 مستوطنة ما بين سكنية وصناعية، وتبلغ نسبة الأراضي المخصصة للبناء الفلسطيني في المحافظة حوالي 6% فقط من المساحة الإجمالية، مقابل 9% لصالح المستوطنين. ويعمل الاحتلال على توسعة المستوطنات وربطها بشبكة مياه وكهرباء وصرف صحي، ليشكل تكتلا استيطانيا يسيطر على مساحة تصل إلى 70 % من أراضي سلفيت. وتعتبر "أريئيل"، من أكبر المستوطنات في الضفة الغربية، والتهمت آلاف الدونمات من أراضي المواطنين كما أن الاحتلال يسعى لضمها للسيادة الإسرائيلية ضمن مخطط يشمل الأغوار وعدد من المستوطنات المقامة على أراضي الضفة والقدس. وتعد سلفيت المحافظة الثانية بعد القدس من حيث الاستهداف الاستيطاني، بهدف فصل شمال الضفة عن جنوبها، والهيمنة على المياه الجوفية في المحافظة.