بدأت أسواق المناطق الغربية في المملكة في استقبال وعرض طلائع الرطب لموسم هذا العام، وسط تأكيد من معظم المزارعين والدلالين والتجار بأن تأخر ظهور محصول هذا العام عائد إلى تذبذب الطقس وتغيير في معدل درجات الحرارة ما بين الحرارة والبرودة خلال الأسابيع الماضية، وأن الحاجة ماسة لدعم المنتجين في تسويق محاصيلهم نظراً لزيادة العرض على الطلب في ظل استمرار توقف العمرة والحج وتأثر الأسواق بذلك التوقف، ورصدت «الرياض» عرض كرتون الفلين سعة من 2.5 إلى 3 كيلو جرام من روثانة المدينةالمنورة الحجم الأوسط لهذا الموسم ب 25 ريال وسط توقعات بنزول هذه الأسعار في غضون الأسابيع القادمة التي ستشهد توسعاً في ظهور مختلف الأصناف والأحجام ووصول المزيد من الإنتاج للأسواق. وقال المنتج والتاجر من المدينةالمنورة، ريان الحربي، ل «الرياض» إن تأخر ظهور إنتاج هذا العام عائد إلى التذبذب ما بين الارتفاع والانخفاض الذي شهدته درجات الحرارة خلال الشهرين المنصرمين، ومن المتوقع بأن يأخذ ظهور عموم الأصناف منحى تصاعدياً خلال الأسابيع المقبلة خاصة من مزارع القصيم ومع تزايد الوفرة في المعروض بالأسواق سيكون هناك نزول كبير في أسعار الجملة والتجزئة وسينزل سعر عبوة الفلين من روثانة المدينة الذي يعرض حالياً ما بين 20 و25 ريالاً إلى دون 10 ريال خصوصاً وأن المستودعات ما زالت متخمة بمخزون الموسم السابق. بدوره قال عضو اللجنة الزراعية بغرفة تجارة المدينةالمنورة، المهندس منصور المحمدي، إن بواكير ظهور الطرح في المملكة تبدأ عادة في وادي الصفراء ويلي ذلك بعدة أسابيع ظهور الرطب في المدينةالمنورة والأحساء وبعد ذلك بعدة أسابيع يبدأ الطرح في منطقة القصيم وغيرها من مناطق المملكة. وأكد المهندس منصور المحمدي أن موسم هذا العام يشهد تأثر المزارعين بتبعات جائحة كورونا وتوقف موسمي العمرة والحج حيث ما زال معظم محصول العام الماضي مخزناً في البرادات بسبب زيادة العرض على معدل الطلب المعتاد في كل عام، وهناك في المدينةالمنورة وحدها ما يزيد عن 16 ألف حيازة زراعية للنخيل يصعب على زراعها تصريف محصولهم. وقال المحمدي، لا بد من تدخل حازم من قبل وزارة البيئة والمياه والزراعة ومن وزارة التجارة ومختلف الجهات الحكومية ذات العلاقة يضمن الاستفادة من هذه المحاصيل الضخمة، وليس ذلك على مستوى المدينةالمنورة وحدها بل لعموم المناطق التي تزرع النخيل، ولا بد من وجود شركة كبرى على غرار سابك وأرامكو تكون مظلة لتسويق هذا المنتج الوطني الاستراتيجي تقوم بشراء منتجات المزارعين وتسويقها سواء في الأسواق المحلية أو عبر تصديرها إلى مختلف أسواق العالم التي ترحب بالتمور السعودية التي تعرف بأنها الأجود على مستوى العالم. وأشار المحمدي، إلى أن إسناد مهمة تسويق الرطب أو التمور إلى الجمعيات التعاونية أو الاعتماد في تلك المهمة على المبادرات الشخصية التي تظهر في بعض المناطق في كل موسم هو هدر للوقت فنسبة 95 % من الجمعيات التعاونية غير فعالة وتأثيرها محدود كما أن المبادرات الشخصية في هذا الموضوع الحيوي تظهر فجأة ثم تغيب فجأة كما ظهرت. يذكر أن المملكة بها أكثر من 30 مليون نخلة تنتج 1.4 مليون طن سنوياً من أجود إنتاج التمور، وقد نجح أمير منطقة المدينةالمنورة، الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز، مؤخراَ في إحداث نقلة نوعية لزراعة النخيل بمنطقة المدينةالمنورة عبر إطلاقه لمشروع مركز خدمات التمور الذي يقدم الخدمات الزراعية واللوجستية والتسويقية لما قبل وبعد حصاد التمور، بتكلفة تقدر بنحو 120 مليون ريال، على مساحة 100 ألف متر مربع، بطاقة استيعابية تصل إلى 16 ألف طن، ويخدم أكثر من 500 ألف نخلة. غالبية محصول العام السابق ما زالت في المخازن