استقبلت أسواق المدينةالمنورة على مدى الأسبوعين الماضيين إنتاج المزارعين وبكميات وفيرة من مختلف أنواع الرطب والتمور الموسمية لهذا العام، وبدأ سوق الخضار والفواكه المركزي بالمدينةالمنورة استعداداته لإستقبال الكميات المنتجة، إيذانا ببدء موسم الحصاد من مختلف محافظات ومراكز منطقة المدينةالمنورة. ويشهد السوق هذه الأيام حركة تجارية كبيرة من المزارعين والتجار المختصين بإنتاج الرطب والتمور، وبتنظيم جيد من قبل أمانة المدينةالمنورة، التي وفرت ساحات مخصصة للمزارعين، لعرض منتجهم صباحا ومساءً. واستحوذت نوعيات الرطب على إقبال المواطنين والزائرين على السوق، للبحث عن أشهر النوعيات التى تشتهر بها طيبة الطيبة، حيث كان الإقبال على أشهر نوعيات الرطب، التي أشار إليها كبار المزارعين بالمنطقة وهي (الروثانة)، التي تعد من أجود أصناف الرطب في طعمها وأغلاها سعراً، تليها (الحلية)، التي لها طعمها الخاص رطباً، وفائدتها الغذائية تمرا، و(البيض)، وهو نوع يؤكل رطباً، ويفضله أهل المدينة تمراً يعد فى صفائح خاصة، وخاصة في افطار شهر رمضان المبارك. و(الربيعة)، وهي من أوائل الرطب التي تنتج، ويسميها البعض "بشائر الرطب"، حيث يرتفع سعرها عند نزولها الأسواق مبكراً، ويتدنى سعرها بنسبة أكثر من 80 في المائة عند نزول الأنواع الأخرى من الرطب و(الحلوة) التي تشتهر بلونها الأحمر القاني، ويختلف حجمها من منطقة لأخرى، وتأتي آخر الموسم، ويفضلها البعض رطباً لحلاوتها وهشاشتها والبعض يفضلونها تمراً. وقال زهير حافظ أشهر دلالي الرطب ان موسم الرطب يتحكم فيه الطقس، فكلما زادت شدة الحرارة زاد الإنتاج، والعكس.. وبين ان موسم هذا العام يعد جيداً للمستهلك، لتناسب الأسعار ووفرة المنتج، والذي جعل الكثير من التجار يقومون بتسويقه داخل المدينةالمنورة ويغطون الكثير من مناطق المملكة بالمنتج. ويعد رطب وتمور المدينةالمنورة من أشهر الأنواع التي تتميز به طيبة الطيبة على مستوى المملكة، لما تختص به من أنواع متنوعة من الإنتاج، بخاصة نوع من التمور الذي لا يتوفر إلا في المدينةالمنورة، وأشهرها (العجوة والعنبرة)، وتشتهر منطقة العوالي بزراعتها، وتجد لها إقبالا منقطع النظير من الحجاج والزوار، وتشهد إقبالا أيضا من المواطنين والمقيمين تبركا بهذه المنطقة، واستنادا الى الاحاديث النبوية الواردة وخاصة فى تمرة العجوة التى تختص بقيمة غذائية عالية قل ان يوجد لها مثيل فى الأنواع الأخرى من التمور. ويقول عيسى حسين الفريدي (أحد أشهر مزارعي منطقة قباء): ان المدينة منذ القدم مشهورة بالزراعة، خاصة زراعة النخيل، واليوم وبسبب الدعم والمساندة من قبل الدولة للمزارعين، ما زال المزارعون في قباء يهتمون بغرس أشهر الفسائل من التمور، رغم الزحف العمراني لهذه المناطق، ونجد المزارع اليوم يغرس الأنواع التي يخاف عليها من الإندثار، مثل الروثانة، البيض، السكري، اصابع العروس والحلية، لتعريف الاجيال القادمة بنوعيات أشهر أنواع التمور، ولمعرفتنا ان النخيل يعمر أكثر من 50 عاما، وكان اعتماد السكان في غذائهم على إنتاج النخيل قديما.