برغم الإجراءات الاحترازية التي تشهدها المملكة حاليا جراء انتشار فيروس كورونا المستجد، حرص عدد كبير من محبي وزملاء وقرابة الأستاذ فهد راشد العبدالكريم رئيس تحرير الرياض، على حضور مراسم غسله وتشييع جنازته إلى مقبرة النسيم بشرق الرياض صباح أمس السبت، وتقدمهم والده الشيخ راشد العبدالكريم، ومدير عام مؤسسة اليمامة الصحفية، الأستاذ خالد الفهد العريفي وأخوان الفقيد عبدالله وصالح وتركي وفيصل، وابناه يزيد وفيصل، وعدد من أقاربه وأصدقائه وعدد من الزملاء الإعلاميين المعروفين، وكان جثمانه قد نقل صباحا إلى مغسلة الموتى بجامع الراجحي بالرياض، ثم شيع إلى المقبرة، ورافق مركبة الجنازة عدد من الحضور بسياراتهم الخاصة، ثم أديت صلاة الجنازة من الجميع قبل الدفن في مقبرة النسيم، مع تقيد الحضور بإجراءات الوقاية من الفيروس عبر ارتداء الكمامات والتباعد. والده وذووه ومدير عام مؤسسة اليمامة يتلقون التعازي في الراحل «أبي يزيد» وقد ابتهل الحضور والمشيعون، لله عز وجل، أن يغفر للفقيد ويتقبله في عليين، داعين له بالرحمة والمغفرة، وأن يتجاوز عنه ما قدم وأخر، ويتقبله في جنات النعيم، وأن يجعل ما أصابه من مرض على مدار العامين الماضيين في ميزان حسناته يوم الدين، وقدم الحضور العزاء لوالده وإخوانه وكل ذويه الحاضرين وللزملاء في جريدة الرياض ومؤسسة اليمامة الصحفية، وعدوا جوانب من مواقفه ومأثره الطيبة التي يشهد له بها كل من عرفه أثناء فترة عمله الطويل في مجلة اليمامة وجريدة الرياض. وكانت المنية قد وافت الزميل فهد راشد العبدالكريم يوم أول من أمس "الجمعة" عن عمر ناهز التسعة والخمسين عاماً قضى جُلّها في العمل الصحافي في الشقيقة "مجلة اليمامة" محرراً ثم سكرتير تحرير تنفيذي، إلى أن أصبح رئيساً لتحريرها، وفي العام 1438 تولى رئاسة تحرير "الرياض" في وقت واجهت فيه المؤسسات الصحفية بالمملكة مصاعب جمة، وأسهم في فترته القصيرة بالرياض في تعزيز حضورها بين الصحف السعودية الرائدة. القصبي.. والمحبون ينعون الفقيد وكان وزير التجارة، وزير الإعلام المكلف الدكتور ماجد القصبي، الأستاذ فهد بن راشد العبدالكريم رئيس تحرير جريدة "الرياض" الذي وافته المنية يوم أمس "الجمعة"، مشيداً بمسيرة الراحل وإسهاماته الكبيرة في الصحافة السعودية. وذكر القصبي في تغريدة عبر حسابه في تويتر: "بقلب يملؤه الأسى والحزن؛ أنعي الأستاذ فهد بن راشد العبدالكريم رئيس تحرير جريدة الرياض، وأحد الذين خدموا مهنة الصحافة بتفانٍ وإخلاص، وتركوا بصمة واضحة خلال مسيرتهم الإعلامية". سائلاً الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، وأن يلهم ذويه وقرّاءه ومحبيه الصبر والسلوان. وشهدت وسائل التواصل الاجتماعي، وخاصة تويتر، اهتماما كبيرا بوفاة الفقيد، وحرص عدد كبير من الإعلاميين على تعزية ذويه ومنتسبي صحيفة الرياض خاصة، ومؤسسة اليمامة الصحفية عامة في الفقيد، وشهد له المغردون بالمواقف الطيبة، والأخلاق النبيلة، والسيرة الحسنة في حياته عامة، وفي الوسط الإعلامي على وجه الخصوص، حيث قضى في مجال الإعلام السعودي قرابة 38 عاماً، وعرف بالبساطة واللطف في التعامل مع الصغير والكبير، ويشهد له الجميع بحب الخير، كما عرف بروح التفاؤل والابتسامة الدائمة في أوقات الرخاء والشدة. وقال عنه بدر العساكر مدير المكتب الخاص لسمو ولي العهد، "رحم الله الأخ فهد العبدالكريم، واحد ممن عرفتهم بأخلاق عالية، وترحاب دائم، وفي عمله الإعلامي يشهد له بالمهنية والتطوير، خالص التعازي لذويه ومحبيه". وقال عنه رفيق الدرب والإعلامي المعروف ومندوب والمملكة السابق في منظمة اليونسكو، زياد الدريس، "في عام 1403 ه، اقتحمنا مجلة اليمامة، هو صحفيا وأنا كاتباً، وصرنا نلتقي كثيراً ثم قل ذلك، حتى كان اللقاء الأخير معه العام الماضي، في لقاء خادم الحرمين الشريفين، حفظه الله/ للإعلاميين والكتاب في مدينة جدة، طوال هذه السنين ورغم التحولات لم يتزحزح فهد العبدالكريم عن لطفه المعهود ونبله، وحيويته حتى بعد مرضه، الله يغفر له ويجعل ما لقيه من عناء المرض تكفيراً له وتطهيراً، والعزاء لذويه ومحبيه الكثر. وفي هذا الصدد قال مدير عام مؤسسة اليمامة الصحفية خالد العريفي في تغريدة له، "أقبل إلى الله صابراً محتسباً، مؤمناً بقضاء الله وقدره، والله لم يتضجر من المرض منذ بدايته، حتى آخر لقاء لي به، منحه الله الصبر، متسلحاً بإيمان بأن ما قدره الله هو الخير، التفت حوله أسرته كاملة في مرضه، ويشهد الله بأنهم كانوا عوناً له في محنته ومصابه، الأمر لله آمنا به ورضينا بقدره". الرجل النبيل الشيخ راشد العبدالكريم والد الفقيد المدير العام خالد العريفي خلال دفن الفقيد -رحمه الله- جثمان الفقيد لدى وصوله إلى مفسلة الموتى بجامع الراجحي الصلاة على الفقيد الزميل فهد العبدالكريم في مقبرة النسيم والد وإخوان الفقيد بعد اتمام مراسم الدفن