تتأهب العمليات المشتركة في حقل الوفرة بالمنطقة المقسومة بين السعودية والكويت لبدء الإنتاج من أول شهر يوليو المقبل بعد إغلاق استمر نحو خمس سنوات. أكد ذلك ل"الرياض" د. أنس الحجي مستشار التحرير لمنصة "الطاقة"، وقال: من المخطط أن يبدأ الإنتاج ب10 آلاف برميل يوميًا، على أن يصل إلى 80 ألف برميل يوميًا في نهاية العام الجاري، ثم إلى الطاقة القصوى بين 135 و145 ألف برميل يوميًا في منتصف العام المقبل. وكان وزير النفط الكويتي خالد الفاضل، قد أعلن عن الضخ التجريبي في حقل الوفرة في منتصف فبراير الماضي، حيث بدأت شيفرون تعد لعمليات الإنتاج منذ ذلك الوقت، وذلك على إثر استلام الكويت رئاسة العمليات المشتركة في حقل الوفرة نهاية يناير الماضي، والتي جاءت بعد اتفاق سعودي - كويتي في ديسمبر 2019، نتج عنه حل المشكلات العالقة والاتفاق على عودة إنتاج حقلي الخفجي والوفرة. واكتشف حقل الوفرة العام 1954 من قبل مجموعة مكونة من شركتي "جيتي أويل" و"الشركة الأميركية المستقلة النفطية"، باحتياطيات مؤكدة قدرها 25 مليار برميل، طورته شركة النفط الكويتية بعد أن اشترت "الشركة الأميركية المستقلة النفطية"، إلا أن شيفرون العاملة في الحقل، وهي فرع من شركة شيفرون الأميركية الأم، هي الشركة التي تشغله الآن. ووجود شيفرون في المنطقة هو نتيجة اندماجها مع شركة تكساكو العام 2001، وتكساكو اشترت شركة "جيتي أويل" العام 1984. وكان الحراك التشغيلي الضخم قد بدأ في حقلي الخفجي البحري في الجانب السعودي والوفرة البري في الجانب الكويت بعد أن أعطت الشقيقتان المملكة العربية السعودية والكويت الضوء الأخضر لاستئناف إنتاج النفط الخام والغاز الطبيعي من المنطقة المحايدة المقسومة البرية والمغمورة، واللذين يمكن أن يقدما ما بين 500-600 ألف برميل يومياً في سوق النفط بكامل طاقتهما تشكل نحو 0,5 في المئة من الإنتاج العالمي، وتضخ نحو مليار قدم مكعبة من الغاز الطبيعي يومياً، والتي يتشارك البلدان في امتلاكها مناصفة وثروات المنطقة كافة. وأبلغت شركة شيفرون العربية السعودية، التي تقوم نيابة عن المملكة بتشغيل حقل الوفرة بالاشتراك مع شركة نفط الخليج الكويتية التي تمثل الكويت في تشغيل حصتها المتساوية في المنطقة من خلال العمليات المشتركة، أنها أنجزت تقدماً كبيراً في أعمال سلسلة الأنشطة السابقة لبدء التشغيل، وعكفها على جهود جبارة لضمان جاهزية قوتها العاملة لاستئناف العمليات بأمان والإنتاج التجريبي المتدرج. وتمتاز المنطقة المقسومة المحايدة بين البلدين بأنواع من النفط الخام الحامض الثقيل الذي تقلصت إمداداته العالمية بسبب تراجع العرض من إيران وفينزويلا ومناطق أخرى مضطربة. إلا أن البلدين أكدا أن زيادة حصصهما الإنتاجية المضافة من المنطقة المقسومة لن تخل بالتزاماتهما في صفقة أوبك+ بخفض الإنتاج وفق الحصص المتفق عليها في آخر اجتماع حيث عمقت المملكة خفضاً طوعياً بإضافة مليون برميل يومياً لشهر يونيو الحالي. فيما تم تمديد صفقة الخفض التاريخية بنحو 10 % من الإنتاج العالمي ليوليو المقبل، وانخفض إنتاج المملكة من النفط في يونيو الجاري إلى أدنى مستوى له منذ سبتمبر بعد أن قالت المملكة إنها ستخفض طواعية مليون برميل يومياً إضافي من إنتاجها من النفط الخام في يونيو لدعم اتفاقية خفض الإنتاج المشترك في تحالف أوبك+، لتحتفظ بأدنى مستوى من الإنتاج عند 7.492 ملايين برميل في اليوم بخفض إجمالي قدره 4.7 ملايين برميل يومياً. د. أنس الحجي