كلمة قليلة الحروف، ولكنها قد تعني شيئاً كثيراً، فلو أن إنساناً ادخر مبلغاً من المال كل شهر فسيحتاج إليه في يوم من الأيام، وبذلك قد أغناه عن الاقتراض من فلان وفلان، وحفظ ماء وجهه، والبساطة أيضاً في إقامة الحفلات الاجتماعية كمناسبات الأفراح، فحين تكون خالية من مظاهر المباهاة والإسراف فسيجد المتزوج أنها قد توفر لديه الكثير من المال، ومع ذلك لا تهمه المظاهر فهو ينظر للعواقب فبالتالي استفاد منه في بناء مشوار حياته، ولربما سلم من كثير من التبعات والأعباء المالية والتي قد تتسب في هدم وعدم استقرار بناء بيت الزوجية الجديد. وبالبساطة نتخلص من كثيرٍ من العادات التي أفسدت وفرقت كثيراً من العلاقات الاجتماعية والتي حين تأتي للزيارة فلا بد من كمٍ هائل من المشتريات والهدايا والمأكولات ونحو ذلك، وكل ذلك في الغالب هو للتفاخر والمباهاة، والبساطة تعقبها القناعة والرضا وأخذ ما يكفي لا ما يلهي، وهكذا قس على ذلك بقية الأمور. نعم كم نحن محتاجون إلى البساطة في كل منهج من حياتنا، بل ديننا الحنيف هو دين الوسطية والاعتدال، فلا تكلف حتى في العبادات والمعاملات، فالبساطة ليست عيباً وليست بخلاً بل هي خروج من تعقيدات وعقبات نحن وضعناها لحياتنا فحرمتنا من كثير من مباهج الحياة.