السلام عليكم وتحياتي لجميع القراء. سيكون العام 2020 عاماً استثنائياً، عندما احتفلنا ببداية العقد الجديد قبل ستة أشهر فقط، لم يتخيّل أحد حقاً أننا سنتأثر تأثراً عميقاً بوباء عالمي وركود اقتصادي وتوترات اجتماعية، لقد علّمنا التاريخ أن نكون قابلين للتكيّف، وقد تصرّف قادة العالم لمكافحة فيروس كوفيد-19 وشرعوا في اتخاذ تدابير مضادة ملحوظة لتجنب ركود اقتصادي عميق وطويل. كما أن العام 2020 يمثّل مناسبات إيجابية، في 1 فبراير 2020، احتفلت مملكة الدنمارك والمملكة العربية السعودية بالذكرى السنوية الخامسة والأربعين لعلاقاتنا الدبلوماسية، في 1 فبراير 1975 افتُتِحَت السفارتان في كوبنهاغن وفي الرياض. منذ ذلك الحين قامت العائلة المالكة في الدنمارك بزيارتين رسميتين الأولى قامت بها جلالة الملكة مارغريت الثانية إلى المملكة العربية السعودية في العام 1984 والأخرى قام بها ولي العهد فريدريك وولية العهد ماري في العام 2016. تتشارك الدنمارك والمملكة العربية السعودية في علاقة ثنائية قوية تاريخية وسياسية وتجارية. وقد حال الوضع الحالي لكوفيد-19 دون الاحتفالات الأكثر إعداداّ بعيد ميلاد صاحبة الجلالة الملكة مارغريت الثانية في 16 أبريل 2020، فضلاً عن المعلَم البارز للعلاقات الدبلوماسية في وقت سابق من هذا العام، نأمل أن تُتاح لنا في وقت لاحق من هذا العام فُرَص للتجمّع والاحتفال. يواصل كوفيد-19 انتشاره على الصعيد العالمي ولكن في الدنمارك تنتقل البلاد بسرعة للعودة نحو وضع طبيعي أكثر. وقد تعاملت الحكومة الدنماركية بقيادة رئيس الوزراء ميتي فريدريكسن، مع أزمة كوفيد-19 في الدنمارك بيد حازمة ولكنها فعّالة وتستند إلى مفهوم الاحتراز. كانت الدنمارك واحدة من أوائل الدول الأوروبية التي أعلنت عن إغلاق شامل في 11 مارس 2020. بعد شهر واحد، وذلك بسبب تحسن كبير في الوضع في الدنمارك، بدأت الحكومة خطة من ثلاث مراحل لإعادة الفتح تدريجياً، أيضاً كأول بلد في أوروبا. وقد اكتملت المراحل الثلاث منذ ذلك الحين بإعادة فتح المطاعم، والحضور لمقرات العمل في القطاع العام، ودور السينما، المدارس، صالونات التجميل، والرياضات الداخلية، بيد أن التجمعات الكبيرة والافتتاح الكامل للسياح من الخارج ما يزالان بانتظار إعادة فتحهما. وقد استجابت السلطات في المملكة العربية السعودية بسرعة، واتخذت تدابير شاملة مثل الإغلاق الكامل، حظر التجول، التباعد الاجتماعي، زيادة التركيز على النظافة الصحية وغيرها من التدابير الاحترازية. وكانت التدابير التي اتخذتها السلطات تدابير مشدّدة ولكنها ضرورية. وبصفتها رئيسة مجموعة العشرين، كان للمملكة العربية السعودية مشاركة كبيرة في الساحة العالمية واتخذت تدابير استثنائية لضمان قيام مجموعة العشرين بسرعة بمناقشة وتنسيق والاتفاق على اتخاذ إجراءات مناسبة وحكيمة لمكافحة كوفيد-19 والنتائج الاقتصادية العالمية. وآمل أن نستمر في رؤية تدابير فعالة يتم الاتفاق عليها مع اقتراب حلول مؤتمر قمة مجموعة العشرين في نوفمبر. في 31 مايو 2020، رحبت السفارة الملكية الدنماركية في الرياض بموظفيها في مقر السفارة بعد فترة طويلة من العمل عن بعد ولكن بكفاءة. ونحن نتطلع إلى المشروعات المستقبلية والتعاون مع جميع شركائنا في المملكة العربية السعودية. نأمل أن تستمر علاقتنا الثنائية الطيبة في النمو كما فعلَت حتى الآن. ونأمل أن تتمكن الدنمارك من مواصلة المساهمة في مختلف القطاعات، ودعم تحقيق أهداف رؤية 2030، والتعاون مع المملكة العربية السعودية في جميع الجوانب. مع أطيب التحيات ، *سفير مملكة الدنمارك لدى المملكة العربية السعودية، دولة الكويت، مملكة البحرين، سلطنة عمان وجمهورية اليمن.