دعا صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن طلال آل سعود رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية ورئيس لجنة جائزة الأمير طلال الدولية للتنمية البشرية إلى مضاعفة الجهود لمكافحة عمل الأطفال في ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية الخطيرة التي تعيشها المنطقة. وحذر الأمير عبدالعزيز في تصريح له بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال من أن جائحة كورونا ستفاقم المشكلة بتداعياتها السلبية اقتصاديًّا واجتماعيًّا وتعليميًّا، "إذ إن الأزمة قد تدفع بالكثير من الأسر إلى الفقر والبطالة وهي ضغوط تضطر بعضهم لتشغيل أطفالهم فيتركون المدارس، ما يزيد من الفقر بين الأجيال ويعرض الأطفال للعنف والإساءة النفسية والجسدية". وقال سموه: "إن ما تمر به المنطقة العربية من تحديات اقتصادية واجتماعية وتعليمية وما تشهده من موجات كبيرة من الصراعات والنزاعات المسلحة، أسهم في تفاقم انخراط الأطفال في سوق العمل، ونحن قلقون من أن الجائحة ستعقد المشكلة". وطالب الأمير عبدالعزيز المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص والمجتمع المدني والمنظمات الدولية بتوحيد جهودهم ومضاعفتها للتصدي لتأثيرات جائحة كورونا وعواقبها الوخيمة على الأطفال، والعمل معًا لضمان بقائهم على مقاعد الدراسة. وقال سموه: "الأطفال هم من يشكلون مستقبل المنطقة والاهتمام بطفولتهم وتنمية مواهبهم وسلامتهم النفسية والجسدية هو ضمان لمستقبل أفضل لنا جميعاً". ويُعنى بمصطلح "عمل الأطفال" كل عمل يحرم الأطفال من طفولتهم وإمكاناتهم وكرامتهم، ويضر بنموهم البدني والعقلي، ويتعارض مع تعليمهم إما بحرمانهم من فرصة الالتحاق بالمدرسة، أو بإجبارهم على ترك المدرسة قبل الأوان. واختارت الأممالمتحدة يوم 12 يونيو من كل عام يومًا عالميًا لمكافحة عمل الأطفال؛ لإلقاء الضوء على قضية الأطفال العاملين وكيفية مساعدتهم، وليكون فرصة للدعوة لبذل الجهود اللازمة للقضاء على هذه الظاهرة. وأكد سمو رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية على تحرك المجلس عالميًا وإقليميًا "بالدعوة والعمل إلى تطبيق الأطر القانونية والتشريعية، وتوفير العمل اللائق للأحداث والاندماج المالي، والعمل على وضع سياسات لتوفير الحماية الاجتماعية والحد من الفقر، وكذا إلى اتخاذ تدابير فورية وفعالة للقضاء على السخرة وإنهاء الرق المعاصر، والاتجار بالبشر لضمان حظر واستئصال أسوأ أشكال عمل الأطفال، وبتنفيذ أهداف التنمية المستدامة بإنهاء عمل الأطفال بجميع أشكاله بحلول عام 2025". وأشار سموه إلى أن هناك تقديرات بوجود أكثر من 15 مليون طفل عربي عامل، وأن هناك ازديادًا مطردًا في أعدادهم من خلال الاستخدام المباشر وغير المباشر لهم في كل قطاعات الزراعة والخدمات والصناعة وفي الشوارع، وفي أنشطة غير مشروعة مثل العمل القسري والسخرة. وشدد الأمير عبدالعزيز على أهمية تطوير برامج واسعة لمحاربة الفقر، وتسهيل الوصول للتعليم، والرعاية الصحية، وتمكين المرأة، وتكاتف الحكومات والشركات والمجتمع المدني والأفراد؛ لحماية الأطفال والحفاظ عليهم في ظل التحديات التي تعيشها المنطقة. يذكر أن المجلس العربي للطفولة والتنمية شارك في إعداد دراسة إقليمية بعنوان (عمل الأطفال في الدول العربية) بالشراكة مع جامعة الدول العربية ومنظمة العمل العربية ومنظمة العمل الدولية ومنظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، وقد أطلقت هذه الدراسة في مارس 2019، وتم اعتمادها من قِبَل القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية في دورتها الرابعة المنعقدة ببيروت في يناير من العام نفسه لتكون وثيقةً استرشادية لدعم جهود الدول الأعضاء للقضاء على ظاهرة عمل الأطفال".