دعا صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن طلال بن عبدالعزيز رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية رئيس لجنة جائزة الأمير طلال الدولية للتنمية البشرية، إلى مضاعفة الجهود لمكافحة عمل الأطفال في ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية الخطيرة التي تعيشها المنطقة. وحذر سموه في تصريح بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال الذي يصادف يوم 12 يونيو من كل عام، من أن جائحة كورونا ستفاقم المشكلة بتداعياتها السلبية اقتصاديًّا واجتماعيًّا وتعليميًّا؛ إذ أن الأزمة قد تدفع بالكثير من الأسر إلى الفقر والبطالة وهي ضغوط تضطر بعضهم لتشغيل أطفالهم فيتركون المدارس، ما يزيد من الفقر بين الأجيال ويعرض الأطفال للعنف والإساءة النفسية والجسدية. وطالب سمو رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص والمجتمع المدني والمنظمات الدولية بتوحيد جهودهم ومضاعفتها للتصدي لتأثيرات جائحة كورونا وعواقبها الوخيمة على الأطفال، والعمل معًا لضمان بقائهم على مقاعد الدراسة، وقال سموه: "الأطفال هم من يشكلون مستقبل المنطقة والاهتمام بطفولتهم وتنمية مواهبهم وسلامتهم النفسية والجسدية هو ضمان لمستقبل أفضل لنا جميعا". وأشار سموه إلى تحرك المجلس عالميًا وإقليميًا بالدعوة والعمل إلى تطبيق الأطر القانونية والتشريعية، وتوفير العمل اللائق للأحداث والاندماج المالي، والعمل على وضع سياسات لتوفير الحماية الاجتماعية والحد من الفقر، وكذا إلى اتخاذ تدابير فورية وفعالة للقضاء على السخرة وإنهاء الرق المعاصر والاتجار بالبشر لضمان حظر واستئصال أسوأ أشكال عمل الأطفال، وبتنفيذ أهداف التنمية المستدامة بإنهاء عمل الأطفال بجميع أشكاله بحلول عام 2025. وبين سمو الأمير عبدالعزيز بن طلال أن هناك تقديرات بوجود الملايين من الأطفال العرب يعملون، وأن هناك ازديادًا مطردًا في أعدادهم من خلال الاستخدام المباشر وغير المباشر لهم في جميع قطاعات الزراعة والخدمات والصناعة وفي الشوارع، وفي أنشطة غير مشروعة مثل العمل القسري والسخرة. وشدد سموه على أهمية تطوير برامج واسعة لمحاربة الفقر، وتسهيل الوصول للتعليم، والرعاية الصحية، وتمكين المرأة، وتكاتف الحكومات والشركات والمجتمع المدني والأفراد؛ لحماية الأطفال والحفاظ عليهم في ظل التحديات التي تعيشها المنطقة. يذكر أن المجلس العربي للطفولة والتنمية شارك في إعداد دراسة إقليمية بعنوان (عمل الأطفال في الدول العربية) بالشراكة مع جامعة الدول العربية ومنظمة العمل العربية ومنظمة العمل الدولية ومنظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، وقد أطلقت هذه الدراسة في مارس 2019، وتم اعتمادها من قِبَل القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية في دورتها الرابعة المنعقدة ببيروت في يناير من العام نفسه؛ لتكون وثيقةً استرشادية لدعم جهود الدول الأعضاء للقضاء على ظاهرة عمل الأطفال.