اتهمت محكمة نيويورك الفيدرالية، مؤسسات مالية قطرية يسيطر عليها أمير قطر بتقديم ملايين الدولارات لحركتي حماس والجهاد الفلسطيني المصنفين على لوائح الإرهاب من قبل الولاياتالمتحدة الأميركية. وقال ل"الرياض" جيم هانسون، رئيس مجموعة الدراسات الأمنية في واشنطن: إن قطر التي أفلتت لسنوات طويلة من المحاسبة رغم تمويلها لجماعات إرهابية، ستدفع الثمن بعد أن بدأت محاكم مكافحة الإرهاب الأميركية بتسليط الضوء على نشاطات قطر الداعمة للإرهابيين. ومن شأن فتح هذا الملف من قبل محكمة نيويورك إعادة الاهتمام بملفات مرتبطة بعلاقات قطر وعلاقة شبكة "الجزيرة" المدعومة من الحكومة القطرية بإرهابيين من أسامة بن لادن إلى الجولاني زعيم القاعدة في سوريا. وتتهم محكمة نيويورك دولة قطر بتقديم ملايين الدولارات لحماس والجهاد الإسلامي لشن هجمات أدت إلى مقتل مواطنين أميركيين كجزء من منهجية تتبعها "مؤسسة قطر الخيرية" التي استخدمت النظام المصرفي الأميركي لإيصال الأموال القطرية بشكل غير قانوني لجماعات إرهابية قامت بهجمات تستهدف الأمن القومي الأميركي. «مصرف الريان» و«قطر الوطني» يدعمان العمليات الإرهابية ويرى هانسون أن قطر استغلّت علاقتها مع الولاياتالمتحدة لتمويل جماعات إرهابية وبالتالي تثير الحقائق المستجدة القلق في واشنطن، وقد تفتح الباب من جديد في الكونغرس للعودة إلى التحقيق في علاقات قطر مع المنظمات الإرهابية وتمويلها لفصائل مناهضة للولايات المتحدة وجيرانها الإقليميين، وبالتالي سنرى أصوات في الكونغرس توجّه لقطر نفس الاتهامات التي كانت في الأصل أسباب مقاطعة السعودية والبحرين ومصر والإمارات لقطر. وكان المحامي الأميركي ستيفن بيرل قد رفع الدعوة على قطر في محكمة نيويورك لمقاضاتها وإجبار قطر على دفع التعويضات لأهالي الضحايا المتضررين من تمويل قطر للإرهاب. ويقول هانسون: إن أهمية هذه المحاكمة تأتي من كونها تسلط الضوء مجدداً على قطر كدولة راعية وداعمة وممولة للإرهاب، وهذا سيقود قطر إلى مصير الأنظمة التي ضربتها العقوبات وصنفت كدول راعية للإرهاب لمثل هذه الأسباب مثل النظامين السوري والإيراني. وبحسب شبكة "فري بيكون" الأميركية فإنه من المرجح أن تؤثر الدعوة على بنوك قطرية مرتبطة بمؤسسة قطر الخيرية المعاقبة مثل "مصرف الريان" و"بنك قطر الوطني" المتورطين بإرسال تحويلات مالية لحماس والجهاد الإسلامي، وهي بنوك مرتبطة بالعائلة الحاكمة في قطر بشكل وثيق. وبحسب الدعوى فإن قطر دعمت جماعات إرهابية بما لا يقل عن 28 مليون دولار بين مارس وسبتمبر 2015 حيث استخدم الإرهابيون الأموال لتنفيذ عملية دهس حشود من الناس ما أسفر عن مقتل مواطنين أميركيين، وخطف وطعن آخرين. وبينما تواجه قطر الدعوى القضائية في محكمة نيويورك، كشفت مجلة "نيوزويك" الأميركية عن حملة إعلانية تشنها قطر في الولاياتالمتحدة لتحسين صورتها، وخصوصاً فيما يتعلّق بعلاقاتها مع جماعات إرهابية ودول راعية للإرهاب وفي مقدمتها "إيران" وبحسب "النيوزويك" فإن قطر أنفقت ملايين الدولارات في واشنطن لإقناع السياسيين الأميركيين بأن اتهامات دول المقاطعة لقطر غير صحيحة، وخصوصاً فيما يتعلّق بدعم جماعة الإخوان المسلمين، ودعم قطر لرجال دين إيرانيين يحرّضون على نشر إرهاب الميليشيات الإيرانية في الدول العربية. وكشفت "نيوزويك" عن قيام ما يسمى ب"معهد قطر الأميركي" ومقره هيوستن الأميركية، بقبول 5.2 ملايين دولار من السفارة القطرية في واشنطن لشن حرب سياسية تستهدف جيرانها من الدول العربية في العام 2019.