يخرج مئات من السوريين في مدينة السويداء إلى الشوارع احتجاجاً على تردي الأوضاع الاقتصادية والمطالبة بإسقاط الرئيس بشار الأسد، ويقول السكان: إن المتظاهرين الذين يتجمعون قرب الساحة الرئيسة في المدينة الواقعة جنوب غربي سورية دعوا إلى الإطاحة بالأسد، مكررين هتافات ترددت في بداية الاحتجاجات المطالبة بالديموقراطية العام 2011 التي سحقتها قوات الأمن مما أطلق شرارة صراع عنيف مستمر منذ تسعة أعوام. وتمر سورية بأزمة اقتصادية خانقة دفعت عملتها لانخفاض قياسي أمام العملة الأميركية بلغ ثلاثة آلاف ليرة للدولار هذا الأسبوع في انخفاض متسارع. وكان الدولار يساوي 47 ليرة في بداية الصراع. وتطالب الاحتجاجات المندلعة منذ الأحد الماضي كذلك بنهاية الفساد المتفشي وانسحاب الميليشيات الإيرانية والقوات الروسية، التي ساعد دعمها الأسد على استعادته معظم الأراضي من أيدي معارضيه الساعين لإنهاء حكمه. وقالت مقيمة وناشطة تدعى نورا الباشا: "المحتجون يطالبون بالحرية وإسقاط النظام نتيجة الغضب الشعبي من تدهور الوضع الاقتصادي والاجتماعي والأمني والسياسي". وللمرة الأولى منذ بدء الاحتجاجات، نظم عشرات من أنصار الحكومة مظاهرة مضادة أمام مقر مجلس المدينة، حيث انتقدوا موجة جديدة من العقوبات الأميركية الجديدة الأكثر صرامة، والمعروفة باسم قانون قيصر، والتي تدخل حيز التنفيذ هذا الشهر. وتتركز عقوبات قانون قيصر خاصة على تجميد مساعدات إعادة الإعمار وفرض عقوبات على النظام السوري وشركات متعاونة معه ما لم يحاكم مرتكبو الانتهاكات. ويستهدف القانون أيضاً كيانات روسية وإيرانية تعمل مع نظام الرئيس بشار الأسد. و"قانون قيصر" الذي وقّعه الرئيس الأميركي في ديسمبر يدخل حيّز التنفيذ في منتصف يونيو. و"قيصر" هو اسم مستعار لمصوّر سابق في الشرطة العسكرية السورية انشقّ عن النظام العام 2013 حاملاً معه 55 ألف صورة تظهر الوحشية والانتهاكات في السجون السورية. وتلقي السلطات السورية باللائمة على العقوبات الغربية في المصاعب الواسعة النطاق التي يعاني منها السكان العاديون، إذ قاد انهيار العملة المحلية إلى ارتفاع الأسعار، مما جعل الناس يجدون صعوبة متزايدة في توفير كلفة إمدادات الغذاء وغيرها من السلع الأساسية.