قالت الحكومة السورية امس إن الحياة عادت إلى طبيعتها في جميع المدن السورية، مع استعداد نشطاء المعارضة لتنظيم مظاهرات حاشدة ضد الرئيس السوري بشار الأسد. وذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) أن الشوارع الرئيسية في جميع المدن السورية بدت في طبيعتها امس قبل اليوم الجمعة الذي كان محورا للاحتجاجات خلال الأسابيع الأخيرة. وأوضحت (سانا) أن الحياة الاجتماعية والاقتصادية عادت إلى طبيعتها في مدينة درعا في جنوب سوريا ومدينة حمص في الوسط وحلب في الشمال، وأضافت أن أسواق دمشق تعمل بشكل طبيعي قبل عطلة نهاية الأسبوع. في غضون ذلك، يستعد المحتجون المطالبون بالديمقراطية لتنظيم مسيرات حاشدة اليوم. ودعا نشطاء الإنترنت المتظاهرين إلى التوجه للساحات الرئيسية في كل مدينة بعد صلاة الجمعة. وأظهر شريط فيديو على الإنترنت عشرات المتظاهرين المناهضين للحكومة وقد تجمعوا في دمشق خلال الليل وهم يهتفون،" يسقط بشار الأسد". كما نظمت مظاهرة أخرى في حلب وسار العشرات قرب الجامعة وهم يهتفون مطالبين برحيل الأسد قبل أن يفرقهم رجال مجهولون. وفرضت الولاياتالمتحدة عقوبات على الأسد وغيره من كبار المسئولين ردا على حملة القمع العنيفة على المحتجين المناهضين للحكومة. كما فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات أيضا على اثنين من قادة الحرس الثوري الإيراني لدعمهما لحركة القمع التي مارستها حليفتهم سوريا. وقالت صحيفة الوطن السورية الموالية للحكومة امس إن الولاياتالمتحدة تهدف إلى كسر تحالف سورية مع إيران وحزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية. وأضافت الصحيفة أن "الولاياتالمتحدة وحلفاءها يريدون أن تغير سورية سياساتها الإقليمية وتمارس واشنطن الضغوط على دمشق للقيام بذلك". ويطالب المتظاهرون الذين بدأوا احتجاجاتهم في منتصف آذار/مارس بمزيد من الحريات والإصلاحات كما يطالبون برحيل الأسد. وتقول جماعات حقوق الإنسان إن أكثر من 775 شخصا قتلوا حتى الآن. الى ذلك قال شهود إن قوات سورية تدعمها الدبابات انتشرت في قرية حدودية امس متجاهلة ضغوطا متنامية من واشنطن التي فرضت عقوبات على الرئيس السوري بشار الأسد بسبب انتهاكات لحقوق الإنسان. ومن قرية البقيعة اللبنانية الحدودية شوهد جنود سوريون وهم ينتشرون على الناحية الأخرى من الحدود وعلى طول نهر في قرية العريضة وكانوا يدخلون المنازل. وانتشر جنود لبنانيون أيضا على طول الجانب اللبناني من الحدود. وسمعت في وقت سابق أصوات إطلاق نار عشوائي وقصف في القرية. وتقع العريضة بالقرب من بلدة تلكلخ التي داهمتها القوات السورية يوم السبت مما أسفر وفق رواية ناشط في مجال الحقوق عن مقتل 27 مدنيا على الأقل. واستخدمت قوات الأمن السورية الدبابات والرصاص وشنت حملات اعتقال واسعة في محاولة لوقف احتجاجات على حكم الأسد المستمر منذ 40 عاما. ويحكم بشار الأسد سوريا منذ 11 عاما. وكانت دول غربية تخشى من حالة عدم الاستقرار في الشرق الاوسط قد اكتفت في أول الأمر بانتقاد تعامل الأسد مع الاحتجاجات التي دخلت شهرها الثاني ثم صعدت إدانتها وفرضت عقوبات على شخصيات سورية كبيرة. ويرفع قرار واشنطن فرض عقوبات على الأسد شخصيا الرهان في صراع تقول جماعات معنية بحقوق الإنسان إنه أدى إلى مقتل 700 مدني على الأقل ويثير تساؤلات حول ما إذا كان الغرب يسعى إلى الإطاحة بالأسد في نهاية المطاف. وقال مسؤول أمريكي كبير إن الهدف من العقوبات الجديدة هو إجبار الأسد على تنفيذ إصلاحات سياسية وعد بها. وأضاف المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه "أمام الرئيس الأسد خيار واضح.. إما قيادة هذا الانتقال إلى الديمقراطية أو الرحيل." وقال هيثم المالح وهو شخصية سورية معارضة كبيرة إن القرار يعني أن أعضاء النظام محاصرون الآن. وأضاف أن أي خطوة من المجتمع الدولي قد تساعد الشعب السوري على الاستمرار في الانتفاضة. وقالت وزارة الخزانة الأمريكية إنها ستجمد أي أصول يملكها مسؤولون سوريون في الولاياتالمتحدة أو تلك التي تقع في سلطة القضاء الأمريكي وستمنع الشركات الأمريكية والأفراد من التعامل معهم. وتشمل العقوبات أيضا نائب الأسد ورئيس الوزراء السوري ووزيري الداخلية والدفاع وقائد المخابرات العسكرية ومدير فرع الأمن السياسي. وأوضح ديفيد اس. كوهين وهو مسؤول في وزارة الخزانة الأمريكية أن الخطة تبعث رسالة واضحة إلى الأسد والدائرة المقربة منه مفادها "بأنهم سيحاسبون على العنف والقمع المستمرين في سوريا." لكن لم تتضح الأصول التي ستجمد. وقال دبلوماسي أوروبي إنه يرجح أن يوسع الاتحاد الأوروبي عقوبات فرضها على سوريا الأسبوع المقبل لتشمل الأسد أيضا. وبدأت الاضطرابات في سوريا عندما نزل متظاهرون سوريون ألهمتهم احتجاجات في أجزاء أخرى من العالم العربي إلى الشوارع في مارس/آذار للمطالبة بمزيد من الحريات وإنهاء الفساد. وكثفت قوات الأمن السورية من حملاتها بينما قدم الاسد بعض اللفتات الاصلاحية من بينها رفع قانون الطوارىء الذي فرض في سوريا قبل عقود. ويقول الكثير من النشطاء والمحتجين الآن إن الأوان قد فات أمام الإصلاحات ويدعون للإطاحة بالأسد (45 عاما). وتلقي السلطات السورية باللوم في كثير من أعمال العنف على جماعات مسلحة يدعمها إسلاميون وقوى خارجية وتقول إنها قتلت أكثر من 120 من أفراد الجيش والشرطة في سوريا. وقالت سويسرا إنها ستفرض حظر سفر على 13 مسؤولا سوريا كبيرا ليس من بينهم الأسد وستجمد أي أصول لهؤلاء المسؤولين في البنوك السويسرية تماشيا مع قرار اتخذه الاتحاد الأوروبي. ورحبت منظمة العفو الدولية بقرار واشنطن ودعت الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي يتوقع أن يلقي كلمة بشأن الاحتجاجات في العالم العربي إلى فرض حظر على الأسلحة. وقال تي. كومار وهو من منظمة العفو "يجب أن يتحمل الرئيس الأسد وكل فرد من المحيطين به المسؤولية الجنائية أمام المحكمة الجنائية الدولية أو المحاكم الوطنية في دول تلتزم بالولاية القضائية الدولية." وتمنع سوريا معظم وسائل الإعلام الدولية من العمل فيها مما يجعل من الصعب التحقق من تقارير النشطاء والمسؤولين.