"ضرب الرمل" ينتصر على كورونا ب "40%"، هكذا بدأ كلماته مؤلف المسلسل محمد المزيني، ردا على ما كتبه المسرحي مشعل الرشيد، مبينا لو أن العمل أتيحت له الظروف الملائمة والطبيعية، وقدم المخرج ماجد الربيعان كل إمكاناته وتجاربه السابقة والتقنيات التي عمل عليها، واستوعب العمل كل ما كتب في السيناريو، وأوجدنا البيئة المناسبة والظروف لخرجنا بعمل تاريخي ملحمي فارقا في تاريخ الدراما السعودية. ولفت المزيني إلى أن جائحة كورونا كادت أن تنسف العمل برمته، وأن يتعطل إنتاجه، لولا وقوف هيئة الإذاعة والتلفزيون التي ذللت كل الصعوبات، وجعلتنا نخرج بهذا الشكل المرضي مع مراعاة الظروف آنفة الذكر، التي بسببها لم ينفذ من السيناريو سوى النصف، كاشفاً أن تلك الظروف جعلت المخرج ينتقي من المشاهد ما يلائم المرحلة، مرجئًا أن ما بقي منه سيتحول إلى الموسم المقبل. الجزء الثاني يغوص في أعماق طبيعتنا الثرية وحول كثرة كتاب السيناريو، بين المزيني أن جميع الأعمال العالمية والدرامية والضخمة تخرج من داخل ورشة ومكونة من متخصص في الكتابة وآخرين أتحنا لهم فرصة الكتابة تحت توجيهنا وبذات طريقتنا للكتابة ليخرج العمل بروح الفريق الواحد، وشدد المزيني الذي أشرف على العمل وراجع حلقات المسلسل أن ثلاثية ضرب الرمل من نوع الأعمال الملحمة التاريخية لا يمكن أن تستوعب كتابتها سيناريست واحد، لما تشتمل عليها من بعد تاريخي اجتماعي وعادات وتقاليد، وبيئة تحتاج إلى عارفين بطبيعتها "الزمكانية"، الموسم الأول من "ضرب الرمل" قدم لمحات مما تحتويه الرواية، ومع ذلك ورغم ما واجهه فريق العمل من صعوبات، فقد كلل العمل بالنجاح ووضع بصمته الخاصة، وتم تنفيذ العمل بشكل جميل، وهو البداية للجزء الثاني متى ما تمكنا من تنفيذه، الذي سيقدم بشكل مختلف وبصورة مكتملة الجوانب نصا وإخراجا. المزيني قال إن الجزء الثاني سيعاود الغوص في عمق طبيعة المراحل الحقيقية التي لم يطالها الجزء الأول، تلك التي تبدأ من خمسينيات القرن الماضي مرورا من رحلة البناء والاستقرار إلى ما واجهه المجتمع من تجارب وتحولات كثيرة، هناك شخصيات وأحداث لم تنل حظها الكامل كما خطط وكتب لها أن تظهر، مثل شخصية جملا الهاربة مع زوجها من الثأر، ببعدها الثري، وكذلك نبهان الدواك، الذي هرب من قريته لأسباب وجيهة حتى وصل إلى الرياض، وما يتبع ذلك من تحولات دراماتيكية مفاجئة لشخصية شقير وأبنائه وأبو سعود وأبنائه، وشخصيات أخرى ثرية تستغل الظروف الملائمة لاقتحام حياة شقير. وستكون للصحراء وعالمها السحري تأثيرها الخاص، وللمدينة التي تشكلت أيضا بفعل التحولات الكثيرة تأثيرها الخاص، حيث سننتقل من مجرد ناقلين للأحداث إلى الصراع الحقيقي، الذي تخلقه الظروف الدراماتيكية المواتية، متمنياً في نهاية حديثه ألا ينظر إلى المسلسل بمعزل عن الظروف التي مر بها، خصوصا في هذا الجزء الأول الذي يستحق الفريق كل الشكر على ما قدموه خلال فترة عصيبة وأزمة حقيقية ليمتعوا المشاهد الساكن في منزلة بعالم ثري ومؤثر عن حياة لم يتعرفوا عليها. وليكن الحكم على الشيء دائما فرعا من تصوره. الكاتب مشعل الرشيد