تواصل وزارة الصحة بالتعاون مع الجهات الحكومية الأخرى، نشر الرسائل التوعوية بمختلف الطرق، إلى مختلف شرائح المجتمع منذ بدء انتشار فيروس كورونا المستجد كوفيد 19، وتجاوزت الرسائل التوعوية المرسلة بشكل شبه يومي عن طريق الهواتف المتنقلة 2.4 مليار رسالة نصية وبعدة لغات بلغت 24 لغة، حيث تركز هذه الرسائل على إرشاد الجميع نحو السلوكيات السليمة التي تساهم في الوقاية من الفيروس والحد من انتشاره. ورغم هذه الرسائل والتحذيرات، فلا يزال البعض يتعامل مع موضوع سرعة انتشار الفيروس، وخطورته بنوع من التهاون والتراخي والسلوك غير المنضبط، وهو ما أشارت إليه الوزارة أول من أمس في مؤتمرها الصحفي من تسجيل نحو 12.2 ألف إصابة خلال أسبوع واحد، وتزايد حالات الوفاة، ووصول إجمالي الحالات النشطة التي تتلقى العلاج حاليًا إلى 23 ألف شخص منهم نحو 1300 حالة حرجة، وهو رقم مقلق خاصة بعد التزايد الملحوظ في الأيام الماضية خصوصاً عند كبار السن ممن يعانون من أمراض مزمنة خاصة في مدينتي جدة والرياض، وهذه الأرقام الكبيرة التي حدثت خلال الأيام الماضية دليل على وجود التهاون وعدم الجدية من البعض في التعامل مع التحذيرات. صحيح أن المملكة من الدول التي بدأت الحياة العملية في القطاعين العام والخاص بصورة تدريجية، وستكتمل خلال الأسبوعين المقبلين، لكن جميع الدول ومنها المملكة، لا تزال تسجل إصابات ووفيات يومية متزايدة بالفيروس الذي يضرب قارات العالم منذ ستة أشهر، وهذا يستوجب من الجميع التمسك بالإجراءات الاحترازية، وتطبيق مفهوم التباعد الاجتماعي وتجنب الزحام، والابتعاد عن تناقل الشائعات التي تقلل من شأن الفيروس، وتصويره بأنه لعبة سياسية أو اقتصادية، وضرورة مساندة الجهود الحكومية المبذولة للتصدي للجائحة، وقيام أفراد المجتمع بواجبهم المتمثل بتطبيق الإرشادات التوعوية لتجنب الإصابة بالفيروس. وزارة الصحة أكدت في أكثر من مناسبة، أن الوعي المجتمعي في التعامل مع كورونا، والالتزام بالإجراءات الوقائية والتعليمات بصورة كاملة هما الطريق المثالي لعبور الأزمة بسلام، ولذلك فإن المسؤولية تزداد على كل فرد خلال هذه المرحلة للمساهمة في تضييق مساحة انتشار الجائحة، وجعل المملكة آمنة من أي مخاطر تلوح في الأفق، ووقف أي موجة محتملة لنشاط الفيروس.