لم يمض سوى بضعة أيام من تخفيف الإجراءات الاحترازية حتى أكد المتحدث باسم وزارة الصحة الدكتور محمد العبدالعالي أن ارتفاع الأرقام الخاصة بتسجيل حالات فيروس كورونا المستجد في المملكة دليل على أن هناك سلوكيات غير منضبطة في المجتمع ولابد من الحذر ووقاية الفئات الأكثر خطورة في التعرض للفيروس خصوصًا في كل من الرياضوجدة. حتى يوم الثلاثاء الماضي ارتفع عدد الحالات الحرجة إلى 1264 حالة وهو رقم مقلق للغاية خصوصًا بعد التزايد الملحوظ في الأيام الماضية في حالات كبار السن وممن يعانون من أمراض مزمنة، كما أخذت حالات الوفيات في مواصلة الارتفاع لتسجل يوم الثلاثاء الماضي أعلى حصيلة وفيات منذ ظهور الفيروس في المملكة في 2 مارس حيث وصلت الوفيات 24 حالة في يوم واحد فقط بعد أن كان بقي متذبذبًا خلال شهر أبريل في حدود 10 حالات في اليوم، وكل تلك الأرقام غير مطمئنة ومن الممكن أن تواصل الارتفاع في حال مواصلة البعض عدم اهتمامهم أو التزامهم بالإجراءات الوقائية المعلنة. فور إعلان المتحدث باسم وزارة الصحة عن تلك الارتفاعات في الأرقام للحالات الحرجة وتحذيره من السلوكيات غير المنضبطة لبعض أفراد المجتمع خصوصًا في ظل تخفيف الإجراءات الاحترازية تصدر وسم (الحظر الكامل) قائمة المواضيع الأكثر تداولاً على (تويتر) وعادت المطالبات بالحظر الكامل لحماية المجتمع والحد من انتشار الفايروس والمسارعة في ضبط تلك السلوكيات لبعض الفئات التي ظنت أن العودة التدريجية تعني الخروج اللا مسؤول والاختلاط والتنزه على الواجهات البحرية والتسكع في الأسواق التجارية بكل استهتار ولا مبالاة. لا أحد يود اليوم العودة للحظر الكامل ولكن قد تتم تلك العودة وذلك كضرورة للحد من تلك التصرفات والسلوكيات اللا مسؤولة من قبل البعض ولو أن كل فرد في المجتمع التزم بالتوجيهات والإرشادات فلم يخرج من منزله إلا للضرورة وعند الخروج يحرص على لبس الكمامة وتعقيم يديه باستمرار ولا يصافح أحدًا يلقاه ويترك مسافة مترين على الأقل بينه وبين من يقابله ويتجنب أي ازدحام فبذلك يمكن أن تنخفض الحالات ونبدأ تدريجيًا في العودة إلى الحياة الطبيعية . رسائل التوعية والإرشادات والتوجيهات والتحذيرات وحتى العقوبات والغرامات بشأن عدم الإلتزام بالإجراءات يجري مواصلة الإعلان عنها، وقد بدأت مرحلة (العودة بحذر) والتي تعتمد في الأساس على التزام المجتمع ولكن وجود مثل تلك السلوكيات غير المنضبطة قد يهدم كل ما تم بناؤه خلال الثلاثة أشهر الماضية ما لم يعمل جميع أفراد المجتمع على وقف تلك الممارسات والسلوكيات التي تساهم في رفع أعداد الإصابات وبالتالي أعداد الوفيات فجميعنا في مركب واحد.