استهلالة.. عبدالله السدحان أثبت أنه ممثل راقٍ وفنان معجون بتراب الوطن، فقد كان الأبرز من بين الممثلين السعوديين الذين تنافسوا على تقديم أعمالهم في شهر رمضان المبارك الذي مضى، وذلك من خلال المسلسل الخليجي الكويتي «كسرة ظهر» للكاتب الكبير عبدالله السعد وللمخرج المحترف أحمد المقلة، وقد اعتدنا أن نشاهد الممثل السعودي في أغلب مشاركاته الخارجية بالأعمال التلفزيونية الخليجية أو العربية، أن يكون عربة ضمن عربات القطار، لكن السدحان في «كسرة ظهر» وبكل اقتدار، كان عربة المقدمة وكابينة القيادة للقطار. كسرة ظهر.. في إطار درامي تراجيدي اجتماعي بوليسي، تدور أحداث المسلسل «كسرة ظهر» والاسم يعني انكسار الشخصية أو وضعها في موقف صعب تجبر على قبوله ومواجهته، ومن هذا الاسم انطلقت قصة المسلسل الذي أدى فيه الفنان الكبير عبدالله السدحان شخصية الأب سالم، رجل أعمال ناجح، يمر بنقلات عدة في حياته، ويتجاوز الكثير من العثرات، حتى تعرض لموقف يقلب حياته رأساً على عقب، بسبب مشكلة ابنه صقر ودخوله السجن جراء القتل الخطأ، اضطر سالم قبول شرط والد المقتول «صديقه العدو نايف» الشرط الذي أجبره على الشحاذة ستة أشهر مقابل التنازل وخروج الابن القاتل من السجن. «طرار ويتشرط».. وقع سالم في اختبار صعب بين عاطفة الأبوة والشموخ، حيث اضطر أن يضحي بكبريائه لينقذ ابنه من السجن ويوافق أن يعيش مذلولا يجوب الشوراع متسولا (الطرارة) دون قيد أو شرط، لكن بداية المسلسل وفي حلقته الأولى يكشف سالم لمساعده سبب كراهيته لنايف ومحاربته في كل الصفقات، حيث كانا صديقين قريبين من بعضهما البعض، وعندما هم سالم بخطبة فتاة يحبها، فوجئ بصديق عمره نايف تقدم لخطبتها وتزوج منها، ومن هنا نشأت العداوة بينهما، وبالتالي جاء شرط نايف كسرة الظهر لسالم فانكسرت شخصيتة وأجبر على تقبل واقع مر. عبدالله السدحان.. لأول مرة يخوض تجربة التمثيل خارج الحدود، في بلد الريادة في الدراما الخليجية مسرحياً وتلفزيونياً، كذلك أول مرة يقف بين ذوي الدراسة الأكاديمية والخبرات الدرامية، من الممثلين النجوم والأسماء البارزة بالكويت، كان الخوف على السدحان تعثر تجربته، لكنه والحق يقال، السدحان جسد المعنى الحقيقي للمثل الشعبي «جا يطل وغلب الكل» بل جسد مقولة الممثل والمنتج والمخرج الأميركي الشهير، الفريد باتشينو (الممثل الجيد هو من يتقن دوره، أما الممثل العظيم فهو الذي يستطيع أن يحمل عملاً كاملاً على عاتقه). والسدحان كان جيداً وعظيماً في «كسرة ظهر». هنادي الكندري.. إلى جانب عبدالله السدحان الذي تخلّى عن الكوميديا من أجل هذا العمل، شاركه في بطولة «كسرة ظهر» نخبة من نجوم الدراما الخليجيه ، منهم النجمة بطلة العمل هنادي الكندري، التي لعبت دور فتاة تعول أسرتها وتحيطها برعايتها خصوصاً أن والدتها كفيفة، تحملت مسؤولية منزلها، وواجهت مشكلات عدة وصعوبات، كذلك إلى جانب السدحان أسماء فنية معروفة، أمثال محمد العجيمي وأحمد العونان وأميرة محمد ومحمد الحداد وشيلاء سبت وأحمد العوضي وعلي الحسيني وناصر البلوشي وشفيقة يوسف وكفاح الرجيب. سطور لم تنكسر.. * المسلسل غلب عليه الطابع الخليجي في السيناريو والحوار، وبحرفية الكاتب عبرت كل شخصية من خلال حواراتها عن دوافعها وسلوكياتها ووظيفتها الاجتماعية. * «كسرة ظهر» عمل لقي صدى واستحسانا ورضا واسعا عند المشاهد الخليجي، حيث تم عرضه في عدة قنوات فضائية خليجية، تحدث عنه الكثير في وسائل التواصل الاجتماعي، مشيدين بأحداثه وشخصياته التي شدتهم حتى النهاية. * لفت الانتباه تعدد اللهجات الخليجية في المسلسل نظراً لمشاركة عدد من فنانين وفنانات من عدة دول خليجية، حيث تحدث كل ممثل بلهجته الأصلية، وبالتالي عكست الدراما واقع المجتمع الخليجي وما بين أفراده من ترابط وصلة. * ما يميز العمل، هو ما قام به المخرج وطاقمه المحترف، من تصوير كافة المشاهد، في لوكيشنات من الطبيعة، وليس ديكورات، مثال ذلك المشاهد التي تم تصويرها في سوق المباركية، وسط زحام الناس والمتسوقين، فكانت النتيجة الخروج بمشاهد طبيعية رائعة أضافت للعمل الكثير من التميز. السدحان متحدثاً مع الفنان الكويتي محمد العجيمي مخرج العمل أحمد المقلة قدم نموذجاً مختلفاً في الدراما الخليجية هنادي الكندري تميزت في «كسرة ظهر»