واجه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون عصيانا في صفوف حزبه وغضبا عارما في مختلف أنحاء بريطانيا اليوم الاثنين لرفضه عزل أقرب مساعديه دومينيك كاميجز المتهم بمخالفة القيود المفروضة لاحتواء فيروس كورونا بقيادة سيارته لمسافة 400 كيلومتر من لندن. ودافع جونسون عن واحد من أقوى الشخصيات السياسية في بريطانيا وقال في العطلة الأسبوعية إن كامينجز تصرف "انطلاقا من إحساس بالمسؤولية والتزاما بالقانون وبنزاهة" عندما قاد سيارته من لندن إلى شمال انجلترا مع ابنه وزوجته المصابة بأعراض كوفيد-19. يعتقد كثيرون أن ذلك التصرف ينم عن الرياء في ضوء رفع الحكومة شعار تحاشي مثل هذه التنقلات في ذلك الوقت. وتصدر السؤال "على أي كوكب يعيشان؟" الصفحة الأولي بصحيفة ديلي ميل وهي من الصحف المحافظة ذات النفوذ التي تدعم في العادة جونسون ومستشاره الذي ساعد رئيس الوزراء على الوصول لمقعد السلطة وضمان خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وقال بيت برودبنت أسقف ويليسدن "جونسون أصبح نسخة كاملة من ترامب". وتأتي بريطانيا على رأس الدول الأوروبية من حيث عدد الوفيات بسبب كورونا إذ يبلغ عدد المتوفين حوالي 43 ألفا كما تتعرض الحكومة لانتقادات لأسلوب إدارتها للجائحة. * قواعد مختلفة؟ قال أعضاء في البرلمان من حزب المحافظين إنهم تلقوا اتصالات من ناخبين غاضبين في دوائرهم بعد أن قدموا تضحيات خلال فترة الإغلاق بما فيها الابتعاد عن أقارب في النزع الأخير. وقال النائب تيم لوتون "تلقيت سيلا من رسائل أخرى بالبريد الإلكتروني من أفراد ليس لهم مصلحة سياسية يقولون ... 'يبدو أن ما يسري عليهم من قواعد لا يسري علينا. فلماذا نلتزم الآن بتوجيهات الحكومة؟" وقال خبير العلوم السلوكية ستيفن ريتشر العضو في لجنة تقدم المشورة للحكومة إن الضجة ستدمر ثقة الشعب. وأضاف "خلال بضع دقائق الليلة ضرب بوريس جونسون عرض الحائط بالنصيحة التي قدمناها حول كيفية بناء الثقة وضمان الالتزام بالإجراءات الضرورية للسيطرة على كوفيد-19" الناجم عن الإصابة بالفيروس. وقالت رئاسة الوزراء إن كامينجز قام بالرحلة إلى بيت والديه لضمان حصول ابنه البالغ من العمر أربع سنوات على الرعاية إذا أصيب مثل زوجته بالمرض. وفي ذلك الوقت كانت تعليمات الحكومة لمن تظهر عليه أعراض المرض عدم الخروج من البيت لمدة 14 يوما. وتعرض كامينجز لدى عودته إلى بيته مساء يوم الأحد لمضايقات من جيرانه بمن فيهم امرأة انفجرت باكية وهي تقف في نافذة بيتها وتصف الصعوبات التي تحملتها هي وأسرتها بسبب القيود. وعلى النقيض من كامينجز استقال أكبر مسؤول طبي وأحد كبار المسؤولين عن مكافحة الأوبئة في اسكتلندا بعد اعترافهما بمخالفة قواعد الإغلاق.