لا تزال حالة الخوف والارتباك تسيطر على الولايات الأميركية لتلقي بظلالها على أساليب التعامل مع انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19) لتذهب بعض الولايات باتجاه فتح المدن لإنقاذ الاقتصاد بينما يقتنع حكام ولايات أخرى بأن إعادة فتح المدن والمحلات سيؤدي إلى أعداد أكبر من الإصابات ما سيثقل كاهل الاقتصاد بشكل أكبر، فولاية نيويورك التي سجلت أكبر عدد من الإصابات بفيروس كورونا أعلنت إعادة تمديد أمر البقاء بالمنازل لغاية 13 من يونيو المقبل بعد أن كان حاكم الولاية قد اعتزم في السابق إعادة فتح بعض المدن في ال15 من مايو ليعود ويتراجع عن قراره مع استثناء بعض المناطق قليلة الاكتظاظ السكاني التي سيبدأ فتحها تدريجياً وعلى نطاق ضيق. ومن ولاية نيويورك نفسها، بدأ تسجيل ظاهرة تميل إلى تغيير رأي العلماء الاميركيين بتأثير كوفيد - 19 على الأطفال حيث كتبت شبكة (ABC News) الأميركية أن أكثر من 110 أطفال على الأقل في الولاية أصيبوا بما يسمى بمتلازمة كورونا النادرة المرتبطة بالوباء والتي تسبب التهاباً مميتاً (متعدد الأنظمة) يصيب الأطفال. وتحّدثت الشبكة عن تفاصيل المتلازمة النادرة والغريبة التي بدأ يلاحظها العلماء الأميركيون والتي تظهر على شكل مرض غامض ليس لدى الخبراء الطبيين أي معرفة سابقة به، يضرب الأوعية الدموية ويأتي بسبب الاستجابة المناعية المفرطة التي يقوم بها جسم الطفل حين تنتقل إليه عدوى كوفيد - 19 حيث بدأ مديرية الصحة في نيويورك بتقديم الحقائق التي تعرفها عن هذه المتلازمة للآباء. وبحسب ما قاله عمدة مدينة نيويورك فإن الكشف المبكر عن هذه المتلازمة بعد إصابة الأطفال بالعدوى يمنع تطورها إلى مراحل خطيرة قد تتسبب بموت الأطفال حيث حثّ الآباء على الاتصال الفوري بالأطباء إذا ما ظهرت الأعراض وهي طفح جلدي وحمى مستمرة وآلام في البطن وقيء وإسهال بينما نادراً ما تظهر أعراض ضيق التنفس عند الأطفال المصابين بهذه المتلازمة. كما أصدر مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الولاياتالمتحدة تحذيراً صحياً للأطباء الخميس الماضي حول الحالة النادرة التي ظهرت في 19 ولاية أميركية على الأقل بالإضافة الى العاصمة واشنطن. من جانب آخر كتبت "Business Insider" الأميركية أن مدينة نيويورك وللمرة الأولى منذ العام 1983 لم تسجل أي حالة وفاة بسبب حوادث دهس المشاة لمدة 58 يوماً، حيث عزت الشبكة الأمر الى بقاء الناس في المنازل وانخفاض حركة المرور في المدينة بنسبة 41 % على الأقل، وبينما يعتبر توقف حوادث السير أمر إيجابي بالنسبة لنيويورك فإن أعداد البطالة التي ترتفع باستمرار قد تؤدي الى ارتفاع أعداد المشردين في المدينة بنسبة 45 %. وكتبت شبكة "CNN" أن المطاعم تحتاج إلى "معجزة" لإنقاذها بعد انتهاء جائحة كوفيد - 19 وخاصة المطاعم الخاصة والمستقلة والتي لا تتبع لشركات وسلاسل كبيرة حيث تحدثّت الشبكة عن تكهّنات مخيفة حول مستقبل المطاعم المستقلة وتوقعات بأن أكثر من 80 % من المطاعم المستقلة والصغيرة ستغلق أبوابها في الولاياتالمتحدة ليواجه الملايين من عمال المطاعم البطالة وفقدان لأعمالهم. وبحسب تصريحات أصحاب مطاعم أميركية شهيرة ل"CNN" فإن المساعدة الفيدرالية للمطاعم كانت هامشية وغير منطقية ووصفها البعض ب"المضحكة بشكل مأساوي" حيث لا تغطي هذه المساعدات التي جاءت على شكل قروض لا خسائر ثمانية أسابيع من الإغلاق بينما لم تصل أصلاً هذه المساعدات إلى مطاعم أخرى. وبينما وعد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بتحريك الجيش الأميركي عند توصل العلماء إلى لقاح "كوفيد - 19" المفترض لضمان تلقيح كل الأميركيين بسرعة قصوى فإن شبكة "فوكس" الأميركية علمت بأن اللقاح لن يطرح في العام 2020 الأمر الذي أكده كبير الخبراء الصحيين الإميركيين وقد يأخذ اكتشافه أكثر من 12 - 18 شهراً على الأقل فعلى الرغم من التفاؤل بالقدرة على التوصل إلى اللقاء بشكل سريع إلا أنه تفاؤل غير مضمون حيث يحذّر العلماء من خطورة تجاوز خطوات مهمة قبل طرح اللقاح في الأسواق حيث يحتاج أي لقاح قبل طرحه إلى سنوات من الأدلة والمراقبة للتأكد من عدم وجود أعراض جانبية خطيرة له في المستقبل، كما حذرت مجلة "نيو انجلاند" الطبية من مخاوف بشأن تفاقم أمراض في الرئة من جراء بعض اللقاحات التي تجري دراستها. وحول أخبار الشرق الأوسط، احتلت الخلافات غير المسبوقة بين وجوه بارزة في عائلة الأسد في سورية اهتمام الصحف الأميركية حيث كتبت "الوول ستريت جورنال"، "بعد أن قضى الأسد على معارضيه، بدأ وقت استهداف الأصدقاء" حيث تعاني سورية من أزمة اقتصادية خانقة دفعت إلى خلاف عميق يتطور بين بشار الأسد وزوجته أسماء من جهة وابن خال الأسد، رجل الأعمال السوري رامي مخلوف الذي يخرج عبر تسجيلات فيديو علنية يلوم بها بشكل غير مباشر المحيطين ببشار الأسد على أعمال فساد ومحاولات غير شرعية للسطو على ثروة مخلوف. مجلة "الايكونوميست" الأميركية كتبت أيضاً عن الخلاف الذي سمته ب"خلاف القرن" حيث تفككت لأول مرة الشراكة بين عائلتي الأسد ومخلوف التي جعلتها عائلة الأسد أغنى عائلة في سورية بعد شراكة غير منتهية ومشبعة بالدم بحسب ما وصفتها المجلة، إلا أن معهد "روسيا الحديثة" للدراسات نشر دراسة تفّند أسباب عدم رغبة روسيا بالتخلي عن بشار الأسد رغم فشله الذريع في تقديم أي حلول معتدلة لتقاسم السلطة مع معارضيه، فكتب المعهد أنه على الرغم من سأم بوتين من إفلاس سورية مادياً وتدهور شعبية الأسد حتى في أوساط المؤيدين له إلا أن بوتين يرغب بالاستمرار بإظهار انتصاره العسكري والسياسي عبر إبقاء بشار الأسد في السلطة كنموذج لنجاحه في الشرق الأوسط فإزالة بشار الأسد ليس بيد روسيا بالكامل بل تحكمه تفاهمات عائلية وسياسية داخلية في سورية وتحرك من هذا النوع قد يكلف روسيا زعزعة الاستقرار النسبي الذي وصلت إليه البلاد بعد سنوات الحرب المكلفة. وعن الشرق الاوسط أيضاً عنونت صحيفة "بلومبيرغ"، "قطر خاسرة من كل الجوانب في أزمة تناقص الطلب العالمي على الغاز"، حيث ترى الصحيفة أن قطر قد تصل قريباً إلى المرحلة التي وصل اليها الغاز الأميركي لتضطر بيع غازها بالمجان بعد أن تتهاوى أسعاره إلى مستوى سلبي بسبب عدم القدرة على تخزين الغاز المتراكم لديها، حيث كتبت بلومبيرغ أن استراتيجيات قطر لمواجهة تناقص الطلب على الغاز فشلت، فبعد أن وجهت قطر غازها بعيداً عن السوق الآسيوية انتقل تناقص الطلب على الغاز إلى دول شمال وغرب أوروبا حيث اجتاح وباء كوفيد - 19 الدول الأوروبية، ما يدفع قطر إلى قرار خفض الإنتاج وهذا يساعد "أستراليا" على انتزاع المرتبة الأولى في العالم كأكبر مصدر للغاز من قطر. وفي خبر حصري كشفت عنه وكالة "رويترز" قامت الحكومة التركية بتقديم طلب عاجل من الدول الصديقة للحصول على تمويل سريع لإنقاذ الاقتصاد التركي والليرة التركية المنهارة حيث علمت رويترز بأن "قطر" و"الصين" هما في مقدمة الدول التي دعتهم تركيا لدعم الليرة التركية بالإضافة إلى مفاوضات تجريها تركيا مع بنوك مركزية مختلفة بشأن فرص الاقتراض.