تعيش الكرة الأرضية هذه الأشهر ما يمكن أن نسيمه حرباً عالمية مجهولة العدو و المصدر فالكل متكاتف ومتحد للوقوف بوجه فايروس كوورنا ، هذا الفايروس الذي يرى بعض الخبراء على اختلاف تخصصاتهم بأنه سيغير وجه العالم إلى شكل جديد في التعامل بينما يرى جزء آخر منهم بأنه اشبه ب ( 11 سبتمبر جديد ) وبين هذه الأقاويل والآراء نشر -معهد أبحاث الطيران -SimpliFlying- بحثًا يتوقع سيناريوهًا معينًا لشكل اجراءات السفر بعد كوفيد-19. خطوة أولى سابقًا لم يكن على المسافر سوى أن يستخرج التأشيرة ويحجز رحلته، ليقوم قبلها بأربعة وعشرين ساعة باستخراج بطاقة صعود الطائرة بكل يسر وسهولة، ولكن بدلًا من أن يكتفى بتسجيل تفاصيل جواز السفر وحسب سيكون على المسافرين ادخال بيانات "جواز السفر المناعي" الذي يؤكد وجود الأجسام المضادة في دم المسافر، قبل أن يصعد على متن الطائرة. بعد بوابة المطار ساعة إلى ثلاث ساعات من وقت المغادرة كانت كافية للمسافرين ما قبل الكورونا لإتمام اجراءات سفرهم داخل المطار، لكن الحال لن يصبح كالسابق، سيتوجب على المسافرين أن يحضروا في المطار قبل أربع ساعات من رحلاتهم على الأقل، بهدف مطابقة جواز السفر المناعي، واجراء تشخيص صحي أوليّ ثم مرورهم عبر نفق تعقيم وماسح حراريّ تشرف عليه منظمة الصحة العالمية ((WHO ومنظمة الطيران المدني الدولي (IATA) واتحاد النقل الجوي الدولي (ICAO) لتحديد معايير الفحص والاشراف على الرحلة صحيًا طوال فترة السفر، وخاصة خارج محيط المطار بتنسيق بين دول المسافرين لرفع الثقة بالسفر. تسجيل الوصول عادة، عندما يصل المسافر إلى المطار كان يتوجه بشكل طبيعي إلى كاونترات التسجيل واختيار مقاعدهم أو التسجيل عبر الانترنت والتوجه مباشرة للاجراءات الأمنية، لكن هذا لن يتكرر في الرحلات المقبلة، بل سيكون موظفي المطارات خلف حواجز واقية لاستقبال أمتعة الركاب بعد أن تتم تعبئتها في أكياس مخصصة وتعقيمها بالأشعة فوق البنفسجية في مرر مصمم لذلك. مقاعد الركاب سيتم تعيينها من قبل منسوبي شركات الطيران مباشرة لضمان وجود مسافة كافية بين الركاب من العوائل المختلفة. الحاجز الأمني وظيفة الحاجز الأمني سابقًا الكشف عن كل جرم يهدد الأمن على متن الطائرة، لكن ستضاف إلى وظيفته السابقة الكشف عن الفايروسات التي تهدد صحة المسافرين والبلدان المتجهين لها، فسيتم توزيع القفازات والأقنعة التي يتوجب على المسافرين ارتداؤها طيلة الرحلة، وسيتم تغليف كافة الحقائب المحمولة ومن ثم تعقيمها بالأشعة فوق البنفسجية أو التقنيات الأخرى. لكن مشكلة حقيقية تواجه الأمن في كاميرات المراقبة، لأنها قد لا تتمكن من التمييز بين المسافرين مع ارتدائهم للأقنعة الواقية، وهو مايستلزم على شركات الأمن تطوير تقنياتها. منطقة المغادرة يتعيّن على جميع الركاب التواجد في منطقة المغادرة المخصصة لرحلاتهم قبل ساعة من موعد الإقلاع على الأقل، مع تحديد مقاعد معينة يسمح الجلوس فيها للمحافظة على التباعد الإجتماعي، وسيتم توجيههم لاستعمال آلات البيع التي تعمل باللمس فقط لشراء الوجبات التي يمكن استهلاكها أثناء أو قبل الرحلة. حتى هذا الوقت ستكون نتائج الفحص الصحي الأولي قد صنفت وفق فئات إيجابية وأخرى سلبية، فسيتم منع الركاب الذين تم اشتباه اصابتهم بالفايروس من الصعود على متن الطائرة، فيما سيتلقى الركاب الذين حصلوا على نتائج سلبية رسائل عبر هواتفهم المحمولة للسماح لصعود الطائرة وفق ترتيب محدد. جسر الإركاب أحد أكثر المناطق التي تفتقد للمسافات بين الركاب سابقًا، هي جسور الإركاب وذلك نظرًا لضيق المساحة، لكن استخدامه قد يتغير قليلًا بهدف مقاومة الانتشار. بعد تصنيف الركاب إلى جزئين، وتحديد من بإمكانهم الصعود على متن الطائرة سيتم إدخالهم تدريجيًا في الجسر الذي سيحتوي على المرحلة الأخيرة من التعقيم، خصوصًا بعد مخالطتهم للركاب ذوي النتائج الإيجابية. على متن الطائرة أزياء طاقم الطائرة لن تكون كالسابقة، بل ستشابه كثيرًا تلك التي نراها في المستشفيات لحماية الطاقم من التقاط العدوى، كما سيتم فرض توفير خدمة المطهر اليدوي كل ثلاثين دقيقة لجميع الركاب. الكبائن الممتازة قد لا تكون ممتازة كسابق عهدها، فهي لن تقدم الوجبات الطازجة بأساليب تقديم فاخرة، بل سيفرض على جميع الفئات في الطائرة وجبات معبأة مسبقًا ومختومة لمنع أي فايروسات من التسلل للأطعمة. الوصول إلى الوجهة عند الهبوط سيتم إعادة تغليف جميع الأمتعة وتعقيمها عبر ممر مخصص لذلك قبل وضعها على الحزام الناقل، ثم سيسمح للركاب بالنزول إلى المطار التالي مرورًا بماسحات ضوئية تحدد الركاب الذين يعانون من ارتفاع في درجة الحرارة. بعد الوصول لمراقبي الحدود، ستكون المكاتب محجوبة بحاجز واقي من انتقال العدوى وستتم مطابقة بيانات جواز السفر وجواز السفر الوقائي للمسافرين عبر الماسح الضوئي. أخيرًا، سيسمح للذين تطابقت بيانتهم ولم يتم تصنيفهم بأي حمّى بالدخول إلى الدولة. لكن الطائرات لن يسمح لها بالمغادرة بركابٍ جدد بعد تنظيف وترتيب الطائرات في ساعة أو أقل، كالسابق. لكن عملية التعقيم ستأخذ وقتًا طويلًا وتطهيرًا دقيقًا لضمان عدم وجود أي فايروس تم نقله على متنها.