قال عدد من العاملين في قطاع السفر والسياحة بأن إجراءات السفر بعد كورونا ستختلف عما كانت عليه شأنها في ذلك شأن الكثير من مناشط الحياة، ولكن تلك التغيرات المتوقعة ستكون مرتبطة بشكل كبير بطريقة تجاوز العالم للجائحة إذ ستكون تلك الاختلافات المتوقعة أقل حدة في حال الوصول للقاح ناجع ومتاح ضد الفيروس، أما في حال تأخر ذلك واضطر العالم للتعايش مع الفايروس لفترات طويلة فستكون تلك الإجراءات أكثر حدة خصوصاً فيما يتعلق منها بزيادة الاهتمام بأمور التعقيم ونظافة البيئة المحيطة بالمسافر إضافة إلى استمرار تأثر السفر للسياحة بشكل كبير، مشيرين إلى أن السائح السعودي لن يفضل السياحة للخارج لفترة طويلة وذلك سينعكس بشكل إيجابي على السياحة الداخلية في المملكة بعد تجاوز الازمة وانتهاء الإجراءات الاحترازية التي تقيد حركة السفر بين مدن المملكة. وقال وكيل السياحة والسفر خالد باوزير، ل "الرياض"، إن جميع التقارير المتداولة تجمع على حدوث تغيير شامل في إجراءات وآليات السفر بعد كورونا، وبالنسبة لحال القطاع محلياً توقعاتنا تشير إلى عزوف كبير من قبل السائح السعودي للسفر للخارج حتى بعد انتهاء الإجراءات الاحترازية، في حين ستكون النسبة الأكبر من حركة السفر للخارج خاصة بقطاع الأعمال الذي بدأ نشاطه بشكل فعلي بعد السماح للعمال بالمملكة الراغبين بالعودة لبلدانهم بالسفر، وسينعكس ذلك الأمر على حركة السياحة الداخلية مع بدء عودة الرحلات وانتهاء الإجراءات الاحترازية الجار العمل بها. وأشار باوزير، إلى أن البيئة المحيطة بالمسافر سواء في رحلات السفر أو محطاته أو أماكن الإقامة ستكون مشبعة بأمور التعقيم، كما ستسهم الغجراءات الاحترازية في تغيرات جذرية على آليات السفر ومواعيد حضور المسافر إضافة إلى التباعد في مواقع جلوس المسافرين في الطائرات أو وسائط النقل المستخدمة. وتوقعت عدة تقارير صادرة عن معاهد وجهات بحثية موثوقة، بأن التغييرات في إجراءات السفر المتوقعة بعد كورونا والتي سيتم اعتمادها من قبل منظمة الطيران المدني (الأيكاو ICAO) واتحاد النقل الجوي الدولي (الأياتا IATA) ومنظمة الصحة العالمية(WHO) ستشمل 70 منطقة مختلفة يمر بها الراكب خلال يوم سفره ويعرض متطلبات السفر الجديدة والتي من المتوقع أن تشهدت تغييرات جذريّة من أجل استعادة الثقة في الطيران بعد انتشار فيروس كورونا COVID-19، ولن تكون رحلة أي مسافر على متن أي من الخطوط الجوية ما بعد فيروس كورونا COVID-19 كما كانت قبل ظهور هذه الجائحة العالمية، فتماماً كما حصل بعد أحداث 11 سبتمبر حيث يتم منع أي وجود لأي أسلحة أو تهديدات أمنية على الطائرة فلن يسافر مستقبلاً الركاب قبل أن يتم التأكد أن الطائرة لا تحتوي على أي فيروسات معدية. وتوقعت تلك التقارير، أن يتقدم حضور المسافر قبل موعد رحلته بأربع ساعات على الأقل، حيث سيكون التعامل مع من في المطار من خلف حواجز زجاجية، وسيخضع لإجراءات تعقيم مكثفة قبل أن يتم الصعود للطائرة مع تأكيد احترازات مشددة لضمان التباعد الاجتماعي، ومن ثم تعقيم جميع الركاب عبر المرور بالجسر الموصل للطائرة وضمان مراعاة التباعد بالطائرة، وارتداء الكمامات والقفازات طوال الرحلة، مع تطهير أيدي الركاب كل 30 دقيقة عبر مطهرات يدوية، إضافة إلى وضع الأمتعة بأكياس مخصصة، ومعقمة بالأشعة فوق البنفسجية، وسيتم توفير ماسحات لقياس درجة حرارة الركاب، المطار من خلف حواجز زجاجية. وسيتوجب على جميع أفراد طاقم الطائرة ارتداء معدات واقية وسيتحققون من التزام جميع الركاب بالتعليمات الجديدة التي تحث الركاب على تجنب لمس محيطهم داخل الطائرة في رحلاتهم التي ستخلو من أمور كثيرة كانت متاحة لهم قبل جائحة كورونا كتناول الوجبات والشراء واستخدام العملات الورقية ومطالعة الصحف والمجلات.