للكتاب أهمية كبيرة في حياتنا فهو رافد من روافد الثقافة والأدب والعلم، فهو خير جليس فهو يصقل الموهبة ويرفع درجات القدرة على قراءة أفكار الآخرين وتبادل الآراء معهم.. والأجمل من ذلك عندما يغير الكتاب مجرى حياتنا للأفضل والأجمل.. ولذلك يرى الكاتب هنري ميللر أن الكتاب يبقى حياً عبر التوصية المُحبّة التي يقدمها قارئ إلى آخر. ولا شيء يمكنه أن يخنق هذا الحافز الأساسي عند الكائن البشري، وكلما كان الإنسان راقياً يتشارك بشكل أسهل مقتنياته العزيزة، وكتاب يتمدّد بتكاسل على رفّ هو ذخيرة ضائعة سدى. عن تجربته في القراءة والكتاب الأهم الذي غير حياته يقول الشاعر العراقي الدكتور طاهر سلمان: أصدقائي الأعزاء.. قرأنا الكثير من الكتب بحياتنا منها من يمر مرور الكرام ولا يترك أثراً ومنها يترك بصمة واضحة في حياتنا وسلوكياتنا ويغير مفاهيم عديدة. أود أن أتكلم هذا اليوم عن كتاب المؤلف والفيلسوف الإنجليزي كولن هنري ولسون الذي كتب عدداً من المؤلفات في الفكر والأدب والفلسفة وعلم الاجتماع ومن أشهر كتبه كتاب «اللامنتمي» الذي حقق شهرة واسعة له ومردوداً مادياً كبيراً، وحلل كولن ولسون في هذا الكتاب آثار ومؤلفات كل من كافكا، وديستوفسكي، وهمنغواي، كامو، سارتر، نيتشه، فان كوخ، هنري باريوس تحليلاً راقياً جداً. يتكلم كتاب «اللامنتمي» حول الإنسان الذي لا ينتمي لمعتقد أو فكر أو حزب سياسي معين فكان تحليله منطقياً راقياً رغم أنه سارتري النزعة الوجودية ولدى كولن ولسن كتب أخرى مثل ما بعد المنتمي وغيرها من الكتب سببت شهرته أمام كبار المؤلفين في ذلك الزمن في الواقع أعجبني هذا الكتاب لأنه يعالج لأول مرة موضوعاً جديداً. د. طاهر سلمان غلاف كتاب اللامنتمي