«أنت مُتعب لأنك تُصرّ على أن تكون أنت وحدك في عالم لا يعترف إلا بملايين النُسخ المتكررة» الذي عاش في عين العاصفة.. وخرج منها في كل مرة.. نبيلا كما دخلها.. ولد في زمن الحزن.. فطمه الموت بعد تسعة أشهر.. فعاش في كنف جدة جمعت الترمل والثكل.. فحول حزنه مصابيح ملونة جرب الكراسي كلها.. فمنح كلا منها شيئا من بريقه رجل المهمات الصعبة.. كل محطة له محاضرة في الإدارة.. كل وزارة أطروحة في «كيمياء النجاح» أرته الدبلوماسية طيف الألوان الواسع بين الأبيض والأسود فعاش متسامحا.. بارز الخصوم بنبل فرسان العرب.. سيفه الكلمات المضيئة.. وحكمة لا تبليها رياح الأيام وقلب كبياض سحابة خصوماته كانت بلا ذاكرة.. فأحال الخصوم أصدقاء وأخجل القلوب المتحجرة عاش أكثر من حياة «شهق مع روعة الشروق وتنهد مع دموع الشفق» مارس السياسة بروح الأدب وحول الشعر بندقية على الجبهة كتب عن الوطن فتعالى النشيد كتب عن الحب فحلق سرب عنادل نقش تجاربه فامتدت صفوف الناهلين أيا غازي القلوب كنت تتمنى لو استطعت أن تضئ قلبك «ليقبس من سناه كل قابس».. نم هانئا.. لقد فعلت..