تروي خوخة أبي بكر رضي الله عنه في المسجد النبوي قصة أول إغلاق للحرم الشريف بأمر النبي صلى الله عليه وسلم، والخوخة هي الباب المفتوح على الزقاق المسقوف المغلق، ولم يكن في التأسيس الأول سوى ثلاث خوخ أساسية أشهرها خوخة الصديق، وهي إلى الغرب بعد العمود الأخير من حد المسجد، ومع التوسعات المبكرة دخلت مع داره ضمن الحرم، وفتح إلى غربها ما يبقيها معلمة خالدة، وأثرا باقيا حتى اليوم، وفي حديث تخييره صلى الله عليه وسلم بين الدنيا وما عند الله، اختار ما عنده، فبكى الصديق رضي الله عنه لفطنته، وفهمه قرب أجل النبي الخاتم، فكان الأمر النبوي بيانا لمكانة خليفته الأول، ووفاء لصاحبه الجليل: "إنه ليس من الناس أحد، أمَنَّ عليَّ في نفسه وماله من أبي بكرِ ابن أبي قحافة، ولو كنت متخذا من الناس خليلا، لاتخذت أبا بكر خليلا، ولكن خلة الإسلام أفضل، سدوا عني كل خوخة في هذا المسجد، غير خوخة أبي بكر"، فسدت الأبواب والخوخ وكانت قبل ذاك لا تسد في الليل، ومنها أخذ الفقهاء جواز إغلاق المساجد إذا اقتضى الأمر ذلك، ويضم الحرم خوخة علي بن أبي طالب رضي الله عنه، والتي تمر بين حجرتي أم المؤمنين عائشة والسيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنهما، وفي يمين مدخلها إلى المسجد تقع أسطوانة الحرس، أما الثالثة فخوخة آل الخطاب وكانت بين حجرتي عائشة وحفصة رضي الله عنهما في مكان الشباك أمام الزائرين، وقد دخلتا ضمن المسجد خلال التوسعات القديمة. باب أبي بكر رضي الله عنه