يتوقع مختصون بأن تخوض بعض الشركات النفطية في العالم ذات الأصول الصغيرة، جولة اندماجات بعد أزمة كورونا بأمل الإنقاذ بعد تعرضها لأكبر النكسات في تاريخ صناعة النفط بعد توقف الطلب الإجباري في الإمدادات والاستهلاك حيث شلت الجائحة كل ما يستهلك نفطاً من كافة وسائل النقل البري والجوي والبحري التي يحركها النفط لا غيره وسيستمر كذلك لعدة عقود قادمة، بحسب بيانات "أوبك"، في حين إن صناعة النفط لن تكون هي نفسها بعد فيروس كورونا. وتوقع محللو بنك "قولدمان ساكس" إن انخفاض الطلب غير المسبوق على النفط في جائحة كورونا من شانه إحداث تغيراً لقطاع النفط برمته إلى الأبد، مع ظهور عدد أقل من الشركات التي تمتلك أصولًا عالية بعد الأزمة. فيما حذر بنك وول ستريت من أنه على الرغم من ظهور جولة أخرى من اندماج الصناعة الأقل حجمًا والأكثر ضآلة بعد تلك التي شهدها التراجع السابق في الأسعار في 2015-2016، فإن الشركات التي تتغلب على هذا الانهيار في الأسعار ستظل تعاني من تقييد الإنفاق الرأسمالي. ودون محللو "جولدمان ساكس": "ستعمل المصافي الكبيرة على دمج أفضل الأصول في الصناعة وستتخلص من الأسوأ عندما تخرج الصناعة من هذا الانكماش، وسيكون هناك عدد أقل من الشركات ذات جودة أعلى للأصول، لكن قيود رأس المال ستبقى". وبحسب البنك الاستثماري، فإن اتفاقية خفض الإنتاج المشترك في تحالف أوبك+، التي بدأت بزحزحة نحو 10 ملايين برميل من النفط يومياً من السوق خلال شهري مايو ويونيو، أصبحت غير ذات صلة في مواجهة التدمير الهائل للطلب، حيث لا تزال الاقتصادات الكبرى مغلقة، ولا يزال الطلب على البنزين ووقود الطائرات في حالة تدهور. وقال البنك إن الطلب العالمي على النفط انخفض بمقدار 18.7 مليون برميل يومياً في أبريل وهو ما قد يعمق هبوطاً متوقعاً قدره 10.5 ملايين برميل يومياً في مايو فيما يواصل وباء الفيروس التاجي قتل الآلاف من البشر وإبقاء الاقتصادات الكبرى في حالة حرجة من الإغلاق. ويرى غولدمان هذا الأسبوع أن استهلاك العالم من النفط انخفض بمقدار 26 مليون برميل يوميًا، أو بنسبة 25 بالمائة مقارنة بالطلب العالمي المعتاد، حيث تؤثر عمليات الإغلاق والإرشاد الاجتماعي والسفر على 92 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي. وبحسب البنك الاستثماري، فإن الطلب العالمي على النفط من قطاع الطيران والركاب قد لا يعود أبدًا إلى مستويات الطلب المسبق للفيروس التاجي بنحو 16 مليون برميل يوميًا. إلا أن غولدمان ساكس قال إن الهبوط الحالي في الطلب وعمليات قطع المصافي وإغلاق رؤوس الآبار يمكن أن يؤدي إلى نقص في النفط في السنوات القليلة المقبلة. إلى ذلك سجل إنتاج أوبك+ أعلى مستوى في 13 شهرًا مع بدء تخفيضات الإنتاج، بعد انهيار صفقة أوبك+ السابقة في أوائل مارس، ووجد المسح الذي يتابع إمدادات أوبك النفطية إلى السوق ويستند إلى مصادر في شركات النفط وأوبك وبيانات الشحن، أن أوبك ضخت ما مجموعه 30.25 مليون برميل يوميًا من النفط في أبريل، وهو أعلى مستوى منذ مارس 2019 وارتفاعًا 1.61 مليون برميل يوميا مقارنة مع مارس 2020.