سنشتاق لمثل هذه الأيام الهادئة حين تعصف بنا الحياة لاحقا. لو أن الزمن يتوقف! بالتأكيد أنها كانت أمنية الكثيرين في لحظات تسارع الأحداث وعدم الإنجاز. كنت أتمنى أن تقف الحياة قليلا لألتقط أنفاسي، كنت أتخيل الصورة مكتوبا عليها بالخط العريض Paused. وتوقفت فعلا، بغير الشكل الذي تصورناه. لن أتحدث عن الآثار النفسية المتفاوتة على نفوس البشر، فليس تخصصي. سأتحدث من وجهة نظري كفنانة في حالة بحث دائم عن الهدوء، مصدر قوتي. هذه الأيام تناسبني فعلا. ليست هادئة تماما لظروف العمل، لكنني حظيت بأوقات العمل الهادئة على طريقتي. أن تعمل وأصوات العصافير تطمئنك أن كل شيء سيكون بخير، نعمة من الله قد لا نعيها الآن. من لا يعرفني جيدا يظنني متوقفة عن الإنتاج الفني، الحقيقة غير ذلك. الحقيقة هي أنني أحتاج صفاء الذهن الذي تهت عنه في زحمة الأيام. وفي العزلة راحة الفنان. قبل أسبوعين قدمت عملا مشتركا مع الفنان عزيز الحميد على انستقرام، وأعمال أخرى لم أنشرها بعد. العزلة تعيد اتصال الفنان بروحه بعيدا عن سلبيات الحياة المشوشة. وقد أعادتني للكتابة وقراءة الشعر، فبدأت بتدوين اليوميات القصيرة جدا، تلك التي تصف اليوم ببضع كلمات. ولاحظت العديد من الفنانين المنشغلين سابقا عادوا إلى هواياتهم ومنهم من جرب طرقا جديدة، على سبيل المثال المصور "آداس" من ليتوانيا قام بتصوير جيرانه بواسطة الدرون ونشرها على موقعه. كما قام المصور "كريستوفر فرناندز" بتصوير جيرانه من الشبابيك من مقر إقامته في لندن. ومحليا على تويتر وانستقرام قامت بعض التحديات بين المصورين لتصوير بعض الموضوعات مثل الماكرو، الستل لايف بالأبيض والأسود، وغيرها. أستيقظ صباحا دون منبه، أقوم بطقوسي الصباحية ثم أبدأ العمل عن بعد، بهدوء. هذا الهدوء الذي يدعونا للتأمل والتفكر وشكر الله على النعم التي لم نكن نعيها قبل الآن. *مصورة